اعتصام الدوار الرابع

mainThumb

03-04-2012 09:35 PM

 إذا بقيت تطرق أبواب الشر لمدة طويلة دون توقف ...فتوقع بان يجيبك أحد بأي لحظة... وعليه تحمل عواقب الامور - مثل امريكي. 

 
كأردنية امريكية متابعة للتطورات السياسية الاصلاحية في بلدي الام الاردن ... ولدى مروري يوم امس بهذه الجملة أثناء قراءتي أحد الروايات فقد استوقفني هذا المثل لما فيه من تطابق على الاحداث الاخيرة من حيث قيام السلطات الاردنية من فض احد الاعتصامات مؤخراً على الدوار الرابع وبالقوة... ان المتابع لردود فعل الحراك وبعض وسائل الاعلام سيرى بأن ما قامت به الدولة هو عمل مستهجن بالنسبة لهم أما للبعض الاخر فهو رد فعل طبيعي لاي دولة تحافظ على سيادتها وهيبتها امام مواطنيها وأمام اجراءات تطبيق القانون ...حيث اصبحت الديمقراطية العتبة التي يقف عليها البعض ليقفز عن سور القوانين والانظمة بحجة الحريات ومحاربة الفساد والاصلاح ... ومهددين ومتوعدين الانظمة بأنه زمن الربيع العربي ...وأياكم أن تلموسنا !!! 
 
وكأن الربيع العربي هو الاخ الاكبر لاي حراك يسعى الى نشر الفتنة وزعزعة الاستقرار والذي يلجأ اليه الحراك السياسي بتهديد الحكومات بإحضاره ... من وجهة نظري المتواضعة ... ما جرى من أحداث يوم 31/3/2012 على الدوار الرابع هو اختبار لصبر الدولة واختبار لرد فعل الدول في حال التطاول والهتاف بشعار اسقاط النظام ...وكان الرد الطبيعي لجهاز أمني عسكري يقف لحماية هؤلاء المعتصمين بأن يتحول دوره من الحماية الى التفريق ...كون أن الغاية والهدف من التجمع كانت حرية التعبير وايصال رسالة للمجتمع والحكومة بأن عدداً من الاردنيين غير راضين عن الاوضاع الاقتصادية وعدد من القضايا السياسية من انتخابات وفساد وغيره .... 
 
المعتصمون يوم 31/3 بشكل خاص والحراك السياسي بشكل عام طبق المثل الامريكي السابق حرفياً... فهو بقي يطرق ابواب استفزاز الدولة ( والتي بنظر الحراك هي الشيطان ) منذ اكثر من عام من خلال اعتصامات تجاوز عددها الـ 4000 اعتصام الى ظاهرة الاعتداء على المواطنين اثناء الاعتصامات الى ظاهرة الاعتداء على رجال الامن ومن ثم التهديد بنقل الثورة الى الاردن فور انتهاء الثورة بسوريا والى ما هنالك من استفزازات جعلت عوام الاردنيين والمواطنيين العاديين ممن لا ناقة لهم ولا بعير من وراء كافة الاحداث التي تعصف بالمنطقة سوى تأمين لقمة العيش باخر النهار الى ابنائهم ...دفع هؤلاء العوام الى انتقاد دور الدولة السلبي والمتساهل مع الحراك ...لدرجة فقدت الدولة هيبتها امام اية مشاكل تواجهها بغض النظر عن ارتباطاتها السياسية الاصلاحية الحراكية ...فكلنا تابعنا ظواهر العنف المجتمعي والجامعي والعشائري وآخرها مشاكل في داخل المخيمات ومشاكل ضخمة بين الضيوف الوافدين مثل الليبيين ولم تستطع الدولة اتخاذ اجراءات رادعة تحفظ بها أمن المواطن وهبية القانون كما كانت قبل عام ... لقد ولد الحراك السياسي اللامسؤول حالة من اهتزاز الثقة بنفس لدى الدولة وأصبحت تستخدم سياسة الامن الناعم في كافة المشاكل التي تواجهها ... الى ان النظام دولة وشعباً انتبه لنفسه ...وانتبه لتأثير هذه الحراكات التي لا تمثل 2% من احدى فئات المجتمع المدني اصبحت تهدد النسيج المجتمعي وتنذر بالمزيد من الكوارث الاجتماعية ابرزها ظواهر عنف قد تصل لا سمح الله الى حروب اهلية مستقبلاً فكان لا بد له من التدخل مشكوراً وممجداً ومحموداً... أما بالنسبة للمعتقلين ...فالاردنيين كلهم أخوة مهما اختلفت توجهاتهم السياسية ...طالما هم ليسوا مدفوعون لتخريب الوطن من جهات خارجية ... وادعو الله أن يخرجوا سالمين لابناء وطنهم فرحين ...مترابطين بأبناء الوطن ...دون حقد او كره بين موالي او معارض فالمجتمع السياسي الاردني لا يعرف المصلحات موالي او معارض ... ما يعرفه الاردنيون جملة واحدة أردن متقدم ومتطور خال من مظاهر الفساد والترهل تحت ظل قيادته الهاشمية الحكيمة... ربي انصر الاردن ... وصفي القلوب من العدا لبعضنا البعض... فالسياسة والفساد والاصلاح كلمات تجمع الاردنيون ولا تفرقهم وتشطر نسيجهم ... 
 
 
 
*  شارلوت - نورث كارولينا - الولايات المتحدة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد