عمان الخامسة تنقسم .. أين النقابة

mainThumb

12-05-2012 01:11 AM

استحدثت وزارة التربية في الآونة الأخيرة، مديريات تربية، وجاءت هذه المديريات في عدة مناطق منها مديرية ناعور التي انفصلت عن وادي السير بعد أن كانتا تحت مسمى عمان الخامسة، واللافت أن هذه الاستحداثات جاءت بعد حراك المعلمين الكبير الذي تمخض عن انشاء نقابة للمعلمين ترعى حقوقهم وتراقب ما يحدث في العملية التربوية وتضع كل شيء في نصابه، بعد أن طغى الفساد على الكثير من الممارسات في قطاع التربية.
 
السؤال الذي يقفز الى المشهد الراهن هو: هل وضع التربية مازال كما كان أم تغير بفعل الأحداث الأخيرة؟!! بمعنى هل كوادر هذه المديريات  التي بدأت تتشكل، سيراعى فيه الحقوق أم أن الوضع كما كان عليه قبل ثورة المعلمين، في وقت كان كل ضعيف يدفع بمؤهلاته الفسادية ويحصل على ما يريد ومن لا يزكى للفساد لا يقبل!... والظاهر أن كوادر هذه المديريات بدأت تتشكل في الخفاء، كما تشكلت الادارات العليا في هذه المديريات أيضا خفية، وإن كان هناك مقابلات فانها شكلية ولا تمت الى الواقع بصلة، بل جاءت غطاء لفساد اداري متجذر...
 
لماذا هذه الباطنية المغرقة؟ ولماذا هذا التكتم المريب؟! ولماذا تتشكل مديرية كاملة بالتكليف، وبالوكالة؟!! حتى إذا استيأس أصحاب الحق المبعدون تعلن ويثبّت المنتقون على أسس المحسوبيات؟!!
 
لماذا تصر وزارة التربية، وكذلك المديريات، وأقصد أصحاب القرار فيها، لماذا يصرون على السير بالنهج السابق!! لماذا يتصرفون كأجهزة أمنية قمعية في إحدى جمهوريات العرب، مع أننا نسمع عن الشفافية، والحقوق وغيرها من قوالب لفظية تربوية جامدة ليس لها واقع.. لماذا يبقى حق المعلم في الميدان مهدورا على أيدي ادارات عليا لا تفهم دورها التربوي الداعم للمعلم؟!!
 
 ولماذا لم تحرك النقابة أي ساكن أو حتى تلتفت الى مايحدث، وكأنها غير معنية بالموضوع!! أليس هذه حقوق معلم ومطلوب رعايتها من النقابة، وإن من أبسط حقوق المعلم أن يأخذ حقه الوظيفي عن طريق المنافسة الشريفة وليس عن طريق توزيع الكعكة على المريدين والمقربين ومن يملك نائبا أو من يقدم أكبر واسطة.
 
ألم يقدم هذا النهج مسوؤلين عاجزين وغير تربويين، عاثوا فسادا في التربية، ومازالوا يعيثون وما بدلوا تبديلا، ألم يتحالفوا مع قوى الظلام في المجتمع ضد المؤسسة التربوية؟! ألم يتخلوا عن دورهم كقادة تربويين، ويمنحوه لأقل فئات المجتمع علما بالتربية والتعليم، ويقامروا بدور المؤسسات التربوية إرضاء لمن همش دور المعلم وأضعفه؟!! أم أنهم لا يلامون في ذلك لأنهم نتاج هذه المرجعيات التي دمرت التربية ودورها الرائد في الارتقاء بالمجتمع..
 
لن أوجه كلامي هذا الى الوزير وكثير من الشعب يعرف لماذا!! ولكني أوجه كلامي الى المعلمين والى نشطائهم، والى نقابتهم إن كانت تملك أمرها، وإن كانت مصلحة التعليم تهمها ومن أول أولوياتها، وإن كانت تتابع ما يحدث في الميدان الآن!!.
 
لم يعد مقبولا لأي معلم أن يقوم مدير تربية معين، باستخدام سلطته القمعية، سواء في التعيين التعسفي لرؤساء الأقسام أو الأعضاء بدون أسس، أو يقوم آخر بالتغول على الميدان لإرضاء صديق أو قريب..
كل هذا نضعه بين يدي النقابة أولا والوزارة ثانيا، لعلنا ننهض بالعملية التربوية، ونحمي المؤسسة التربوية لتقوم بدورها على أكمل وجه....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد