دعوا دماً ضيعه أهله

mainThumb

17-05-2012 07:39 PM

بمناسبة إساءة خالد طوقان إلى الأردنيين، أريد أن أعيد البعض إلى التاريخ العربي إن كانوا سمعوا به، والى من لم يسمع به أريد أن أعطيه إشارة سريعة عن قصة جذيمة الأبرش والزباء وما حوته من عِبر، وهي طويلة وعبرها كثيرة لكني سأسلط الضوء على جزئية منها، تخدم ما أرمي إليه من بعث هذه القصة من تاريخنا الغابر..
 
كان جذيمة الأبرش ملك الحيرة، قتل ملك تدمر في أحد غزواته، وخلفت من بعده ابنته الزباء، فأرادت الثأر لأبيها بقتل جذيمة الأبرش، ولكنها بدل أن تغزوه استعملت معه الحيلة فبعثت إليه طالبة منه ضم ملكه إلى ملكها ويتزوجها، ففرح وذهب إليها غير آبه لمن نصحه بأنه يتعرض الى مؤامرة وخدعة، فلما تمكنت منه، أجلسته على النطع، وأشربته الخمر وأحضرت طستا وقطعت وريده لينزف دمه حتى يموت،  فلما فقد الكثير من دمه وضعفت يداه سقطتا، فتقطر من دمه خارج  الطست، فقالت الزباء: لا تضيعوا دم الملك، فقال جذيمة : "دعوا دماً ضيعه أهله"، فذهبت مثلا".
 
ما أريد قوله: إن الشعب هو من يحدد العلاقة بينه وبين المسؤولين بناء على وعي الشعب بحقوقه ومعرفة حدوده، وتعريف المسؤول حدوده عن طريق ممارسات مدنية واعية وليست مضطربة ولا يوجد فيها انضباع أو استخذاء أو ذل، ولن يتطاول مسوؤل على الشعب إلا لأنه لايقيم وزنا له، وينطلق في علاقته معهم على التعالي عليهم والاحتقار لهم، وهذا النهج من المسؤول يفقده حقه في أي منصب لأن الشعب هو صاحب الولاية يعطيها للحاكم على أساس العدل والاحترام والتقدير لهذا الشعب، مهما كان هذا الشعب، وما تطاول مسؤول إلا لأن الشعب تخلى عن حقه وأهدر كرامته بيده أولا لا بيد المسؤول الذي، لو كان يحترم شعبه لما مارس عليهم ما يمارسه هو وغيره من المسؤولين المنكرين لحق الشعب والمتطاولين على حقوقه وموارده، وفوق ذلك يوصف هذا الشعب المتخلي عن حقوقه بأوصاف لاتليق به، وهو الشعب الذي أعطى الحق لهؤلاء بذمه وتحقيره.
بالمختصر اذا أهدرت كرامة شعب، فحتما هو السبب وهو الذي هدرها  فلا نلوم المسؤول ولكن نلوم أنفسنا على تفريطنا بكرامتنا لصالح أي حاكم... فدعوا كرامة ضيعها أهلها...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد