نحو النهوض بالتعليم .. تعيين الادارات العليا

mainThumb

26-05-2012 11:29 PM

 إن من أخطر القرارات التي تتخذ في التربية  تعيين الادارات العليا، لما لها من أثرعلى التعليم والعملية التربوية برمتها، وعلى المؤسسة التربوية التي تتعامل بشكل مباشر مع المجتمع. 

 

ويأتي هذا الخطر من جهة شخصية هذه الادارة، وفكرها التربوي وممارساتها التربوية التي قد تدعم المدرسة وتمكنها من تأدية دورها في المجتمع أو تتركها ضعيفة يوثر في قراراتها أي صاحب صوت عال لحوح، وليس الحق الذي هو من صميم دور المدرسة وعلى كاهلها توجيه المجتمع والنهوض به، لا أن تتبع كل صاحب مصلحة أو هوى..
 
الخلل في هذا الأمر هو الأسس التي تتبع لتعيين مديري التربية، ورؤساء الأقسام ومديري المدارس، ففي هذه الأسس يضعون علامات لتقييم المتقدمين لهذه الوظائف، وحسب هذه الأسس فان شهادات المتقدم وتقاريره وسنوات خبرته تقيم ب 45% من علامات التقييم وتترك 55% للمقابلة الشخصية! ومن خلال  المقابلة الشخصية تدخل المحسوبيات والجهويات والميول وغير ذلك من أساليب الاقصاء والاستبعاد، مع أنه حسب اعتقادي من وضع هذه الأسس يقر بأن الشخصية التي يتمتع بها القائد التربوي قد تغني عن الشهادات وغيرها، لكن ما يحصل أنها تستخدم لغير ما وضعت له، والنتيجة يحضى بالمنصب من لا يملك أدنى قدر من الشخصية ليقوم بدوره التربوي الخطير..
 
والقيادة التربوية الحقة لا تعتمد على الشهادات فقط، فالقائد التربوي يتعامل مع كل أطراف العملية التعليمية، من موظفين في المديرية الى الادارات الميدانية والمعلمين والطلبة، والمجتمع المحلي، وعليه يجب أن يكون صاحب حكمة وصاحب قرار..
 
والواقع الذي نراه اليوم من الادارات التربوية، يشي بضعف شديد في شخصية الادارات العليا، أصبحت تعاني منه المدرسة أولا وهي أساس العمل التربوي، حتى أصبحت هذه الادارات كبغاث الطير يفزعها ثوب على عود، اذا حركته الريح فرّت على غير هدى، متخلية عن دور المؤسسة التربوية، وتترك لهذه الفزاعة أخذ القرارات المجحفة بحق المدرسة والعاملين بها، دون النظر لخطورة ما يقومون به، من تحكيم من فشلوا تربويا في بيوتهم، وراحوا يرمون فشلهم على المؤسسة التربوية ويتهمونها بالتقصير مع أنها أصبحت تفقد دورها رغما عنها بفعل من تخلوا عن دورهم التربوي، ثم منعوا المدرسة من أداء دورها بحجة الاساءة اللفظية أو الجسدية لأبنائهم الذين يزدادون يوما بعد يوم عداء للمدرسة، ويبتعدون عن العلم والتعلم، لأن العلم والتعلم يقترب من الأدب، والخضوع ، ويبتعد عن التمرد والحرية المطلقة..
 
من يستطيع وضع التربية على السكة الصحيحة، ويمنع عنها تغول من لا يفهم دورها، غير قيادات تربوية اختيرت بعناية بناء على المصلحة العليا، لا حسب المصالح الضيقة التي لا تنظر الى الكفاءة الشخصية والأكاديمية والتربوية، وهي مجربة وفعلت ما فعلت، فماذا الآن؟! هل يبقى الأمر على ما هو عليه أم نعود الى الجادة؟!! والسؤال برسم الاجابة لكل من له يد في هذا الموضوع على مستوى الوطن..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد