حكومات سباق التتابع

mainThumb

13-06-2012 10:40 PM

 

في الرياضة هناك سباق يسمى سباق التتابع، وهذا السباق تقوم فكرته على تقسيم مسافة السباق على أكثر من متسابق، فيقوم المتسابق الأول بالركض لمسافة معينة وهو يحمل بيده عصا يعطيها لزميل له ينتظره ليتابع الركض بدلا منه وهكذا حتى تنجز مسافة السباق، وهذا السباق لا يحاسب كل متسابق على حده، بل يحاسب الفريق كله عند الوصول الى خط النهاية، لذا تضع الفرق الرياضية أسرع متسابق عندها على آخر مسافة للسباق فاذا فاز فاز الفريق بمجمله...
 
وهذا هو بالضبط ما يحصل مع حكوماتنا المتعاقبة فكل حكومة من الحكومات تنجز أمرا يكون مخططا له فاذا ضج الناس وهو موعد انتهاء مسافتها، تتوقف وتعطي العصا لحكومة أخرى تتابع المسيرة وتنجز أمرا آخر يكون مخططا له أيضا فاذا بلغ غضب الناس مبلغه وفار التنور تتوقف وتسلم العصا لحكومة لاحقة... فحكومة تشغل الناس بالفساد وأزلامه ومحاكماته الغرائبية، وأخرى تضع دستورا لا يرضي الناس وثالثة لقانون الانتخاب القاصر ورابعة لرفع الأسعار فإذا رفع الناس سقوف خطابهم برفع الأسعار وكادوا يبطشون بها انسلت كالأفعى وتركتهم ينادون في الشارع على غير منادى! فيبهتون عندما يغيب شبحها وهم يسبونها ويرجمونها... وتسلم الراية لأخرى لا تذكر الأسعار فهي أمور ليس من نتاجها، بل تتحدث عن الانتخابات وكيفية القيام بها، وتحفز الناس لمناكفة بعضهم بعضا، وتدع حليمهم حائر لايعرف أين ثأره!! هل من الحكومة التي برأت الفاسدين أم من الحكومة التي كرست ذله وعبوديته، أم من الحكومة التي رفعت الأسعار، فيمسي يدور حول نفسه الى أن تسلمه حالة الدوران الى فقدان الوعي، وإذا به يفقد كل شيء حتى وعيه واستقراره وثباته..
 
 وعلى غرار سباق التتابع ستكون الحكومة الأخيرة التي تصل  الى خط النهاية هي الفائزة لتغلبها على المواطن، ويكون المواطن قد ضيع جميع مقدراته، وضيع جميع مطالباته من أدناها الى أعلاها، وخسر لأنه سابق وحيدا وركض المسافة بكاملها وحده، أما الحكومات فقسمت المسافة على ست حكومات.
 
ولكن هل حكومة فايز الطراونة هي المتسابق الأكثر سرعة، وهي التي ستصل الى خط النهاية وتحقق الفوز على المواطن، أم أنها وصلت الى نهاية مسافتها برفع البنزين، وستسلم العصا لحكومة جديدة تكمل المسافة الأخيرة الى خط النهاية..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد