صرخة خلاقة لوطن ومواطن خلاق في الزمن الصعب

mainThumb

06-09-2012 12:32 PM

عندما وقف الاردن قيادة وشعبا وقفته المشهودة برفض ضرب العراق رغم اتفاق العالم اجمع على ضربه، ورغم علم الاردن بان ذلك سيجر تضييقيات وضغوطات لا قبل له بها ولا حول ولا قوه وهو البلد الذي لا مقارنة بينه وبين جيرانه لا من قريب ولا من بعيد ان كان من الناحية الاقتصادية او البنية التحتية او الدخل السنوي والشهري للمواطن والموظف والموازنة العامة للدولة وعدم توفر المصادر الطبيعية التي تدر على تلك الدول الشيء الكثير الذي يفوق الوصف ويفوق الحاجة بل يتعداه ليكون فائضا عن الحاجه.
 
نعم عندما وقف ذلك الموقف كان في كيانه وداخله وامامه شيء واحد هو الكرامة والمواطنة والضمير الحي نحو الوطن والامة والمبادئ التي ينتمي لها والرجولة التي تعود ونشأ عليها والانسانية التي جبل عليها، بغض النظر عن المصالح الشخصية والدنيوية والخاصة.
 
هكذا هو الاردني منذ الازل، رضع كل هذه الخصال الزكية منذ طفولته، صافية نقية لا تخالطها شائنة او سوء.
 
كانت نظرتنا لإخوتنا في فلسطين الابية نظرة احترام وود واحتواء وتقاسمنا لقمة الخبز من طيب خاطر ومهما حاول الكثيرين تشويه الصورة فان نصاع نقاءها لن يتأثر، وكلنا رجالا ونساء وشبابا وشابات واطفال استقبلنا اخوتنا من العراق الابي بكل ود ومحبة وانسانية وتقاسمنا معهم المبيت والمنام ولقمة العيش ولعلنا بديناهم على انفسنا.
 
ومن ثم جاءتنا حشود من الهاربين من ضيم الضيق والخوف من الموت من اخواننا من الشام العتية فانطلقت حناجر وصيحات الاردنيين لتفتح ابوابها لهم ورغم العلم المسبق ان ذلك فوق طاقة الوطن والمواطن الا انها تضافرت جهود المواطنين والقيادة للتخفيف على مصابهم ولعله يستحضروني في هذا الموضوع انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من مكة الى المدينة من ضيم التضييق من الاهل ووجدوا حضنا دافئا من اهل المدينة وصل الى تقاسم كل شيء مع اخوانهم المهاجرين.
 
اعلم جيدا ان في داخل كل منا قلب نابض بإيمان وحياة وضمير وروح زكية طيبة ترفض الدنية وتقبل على البلية ، ولن تستطيع تشويهات الحاسدين ان تطال من قوتها وصلابتها وبقاءها مهما حاولوا.
 
سنبقى هكذا ففينا روح ايمانية خفاقة دوما سريرتها نقية وضميرها حي وتقف مع نفسها ان خالطها شك او تردد تصارح نفسها انها جبلت هكذا ورضعت منذ طفولتها هذه الكرامة والضمير الحي تتطلع الى مرضات رب رحيم لطيف كريم صادق الوعد.
 
كم نحن بحاجة الى وقفة مع الذات نقرأ الامور جيدا ونقف مع وطننا كما يجب وامتنا كما نؤمن ونعتقد فلعلنا كنا منذ الازل اختارنا رب كريم ان نكون غير كل البشر خصنا برحمة ونفوس زكية كريمة معطاءه دون مقابل، فلنكن احرص كل البشر على مواطنة عفيفة ووطن امين يكون لكل بني البشر من امتنا التي ننتمي ولتكن إنسانيتنا رمز وجودنا فهناك سيكون عند خالقنا المنتظر ولا منتظر لطيب عند الخالق الا ما يفوق الوصف من المنتظر.
 
هي كلمات انطقها داخل نفس رضية تحاول جاهدة ان تفي حق اهلها ووطنها شيء ولو قليل تحاول ان تبعث في نفوسهم وقفه مع الذات لنحاول جاهدين ان نحافظ على ما علمونا اهلنا واجدادنا من تضحيات وولاء وحرص على وطن وامة.
 
لن نستطيع ان نتحمل ان نخسر كل ذلك الالق والرجولة والكرامة فخسرانها سيقودنا الى رغبة في ممات وسيكون فعلا باطن الارض خير من ظهرها  ، هي صيحة من ضمير حي الى ضمائر حية اعلم جيدا انها لو راودتها كل قوى الكون على ان تتنازل عن تلك الرجولة والكرامة وتقديم الاخرين لما قبلت ولرفضته لو قدم لها كل المغريات والمحاولات لتشويه الصورة الناصعة البياض.
 
ان كل الامة التي تعاني بحاجة الى حضن دافئ رجولي المنبت كريم الخصال يكون له وطن وسكن وامان افلا نكون نحن! ونفوز بكرم ورضا الرحمن ونقاتل الذات وحب الذات لتبقى بنقائها وصفاءها ولا نقبل ان تعكر صوفها كل مغريات الدنيا وما حوت !
 
لقد جالست كثيرين من الطيبين من اهلنا خلال الايام الماضية فلكم وجدت من الغيورين الحريصين في دواخلهم على كل مكتسبات الطيب والكرامة والرجولة التي عشنا عليها لا يبحثون عن صيت او سمعة فلعلنا كلنا بحاجة ان يصحى الضمير فينا والحرص على وطن بدواخلنا وان نكون ايجابيين في موقفنا نحو وطننا وامتنا نحافظ عليه وعليها بكل ما اوتينا من قوة وعزيمة وضمير حي نبتعد عن ضوضاء السمعة الفانية المؤقتة الى سمعة باقية حية صافية نقية ، ننضف خلف من سبقونا في اي مكان نجلس او ندخل دون ضجة او بلبلة او تصريح ،نتحمل اخوتنا واهلنا في الشارع والطريق والممرات والاماكن نكظم الغيض ونعفو ونصفح، نتواضع ونرحم ، نتنازل ونكرم، نكون عونا لنتقدم لا نتأخر، فلعل ما ينتظرنا اعظم. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد