اميركا تدفع ثمن موقفها ضد نظام الأسد

mainThumb

15-09-2012 12:41 PM

 لا أحد ينكر أن اسرائيل وراء إذكاء نار الطائفية في العالم العربي، وتسعى لتكريسها بشكل مقزز، ليكون لها موطئ قدم في المنطقة كونها دولة يهودية، وحتى تعامل مثلها مثل غيرها من مكونات المشهد الاجتماعي العربي، يجب عليها أن تفكك العالم العربي الى مكوناته الدينية وليس على أسس تبعدها عن الدائرة.. 

أما ما الذي يجعلها تكافح من أجل أن تثني العالم عن اقتلاع نظام الأسد؟  لأنه الحامي لحدودها والداعم لوجودها، وهو الذي ولغ في دماء السوريين بشكل فظيع يؤهله ليكون خادمها المدلل، وهي تريد أن لا يتغير المشهد السياسي في الشرق الأوسط بالشكل الذي يحصل، لأنها الخاسر الأكبر من نيل الشعوب العربية لحرياتها بعيدا عن الطائفية، وأن بداية دب الوعي في أوصال الأمة لن يفيدها، الأمة التي سرق قراراها ومورس عليها القمع والتجهيل حتى غدت، تساعد عدوها على استمرار أسر قرارها وجعلها ترزح تحت الجهل والظلم والظلام..
 
انه من المفرح رؤية الجموع المنتصرة لرسول الله، وهي تقف في وجه كل من يريد الاساءة الى رسولنا الكريم، وهذا يدل على أن الأمة مازالت تملك عاطفة جياشة تجاه جميع الأنبياء ومنهم رسولنا الخاتم صلى الله عليه وسلم، لكن يجب أن توجه الغضبة الى مسارها الصحيح وهو اسرائيل التي كانت وراء هذا العمل المشين، وأرادت منه أن تثني الموقف الدولي وخاصة أميركا عن دعم حرية الشعب السوري والابقاء على نظام الأسد الخادم لها، وكان من المفترض أن تتوجه الشعوب الغاضبة الى سفارات اسرائيل في بلدانها وطرد سفارائها الذين يعبثون بأفكارنا واتجاهاتنا ومواقفنا، والطلب من الحكومات العربية بل قصرها على قطع علاقاتها مع اسرائيل، التي هي سبب اضطراب المنطقة بكاملها!!
 
أميركا تعرف عدوها الحقيقي الذي قتل سفيرها ودمر سفاراتها، وتعرف أنها في مواجهة اجهزة استخبارات روسيا والصين وايران واسرائيل، وأن الصراع صراع نفوذ والسيطرة على المنطقة اقتصاديا أولا وهو مطلب الفريقين، أما الاساءة الى الأديان أو العمل على التقسيمات الدينية فإنه شأن اسرائيل التي تأبى الا أن تكون دولة دينية، وتقصر الاقليم على أن يقف في مقابلها لتحقق خرافاتها...  
 
اليهود هم دائما من يتجرأ على الاساءة للرسل على مر التاريخ، وهم الذين قتلوا الأنبياء وكذبوا عليهم ووصفوهم بأوصاف لا تليق بهم، واتهاماتهم لأنبياء الله بتهم فظيعة مثبتة في العهد القديم، ويعتبرونها مقدسة، ويجب علينا أن نتنبه لهم ونكافحهم فكريا وثقافيا الى أن نصل الى اقتلاع دولتهم.
 
نحن بحاجة الى ردة فعل في مسارها الصحيح، نبني عليها، ولا نريد ردات فعل تثبط من مسيرتنا التي حققت مكاسب وإن كانت بسيطة وهي شيء من حرية ستوصل الناس يوما ما الى الانعتاق من نير اسرائيل الملتصق في رقابهم...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد