سحب افلام

mainThumb

17-09-2012 09:00 AM

 يبدو ان الفن المقزز المتمثل بذاك الفلم المسيء لرسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم قد فتح شهية الآخرين لإنتاج افلام مشابهة، فقرأت أن هناك مُنتِجا فرنسيا سينتج فلما آخر بذيء عن العرب ككل. و لم لا ينتج هذا و أمثاله مثل هذه الأفلام إذا كان المعنيون بالأمر سيوفرون الدعاية المجانية لمثل هذه الأفلام، بما ان هناك الملايين ستثور ضد هذه الأفلام  و تتناقله المحطات الفضائية، مما ينتج عنه المزيد من المشاهدات لترفع من قيمة الدعاية للفلم.

و لكن و مع أخذنا لحسن النية وصدق النوايا لمثل هذه التظاهرات إلا أنها و بصراحة قد ضلت الطريق كما تضل كل التظاهرات و الحراكات و الاحتجاجات ان بقيت مقولبة بقالب الانفعالات، و دون تخطيط أو قيادة واعية لتكون بالاتجاه السليم، و بغير هذا سيكون أثرها السلي أكثر من اثرها الإيجابي؛ فأي اثر ايجابي قدمت التظاهرات للوقوف بوجه هذا الفلم و منتجه؟ الا اذا اعتبرنا قتل السفير خدم القضية، أو قتل بعض المشاركين بالمظاهرات يصب بهذا الجانب. 
 
دعني اذهب أبعد من مجرد فلم، فأعود بالذاكرة الى أحداث سبتمبر و ما نتج عنها من احتلال لدول و اسقاط لأنظمتها  و تشريد شعوبها. و مثل مسألة الفلم فقد قيضت الظروف لهذه الأحداث من ادعى انه منفذها رغم ان كل الدلائل العقلية و الاستخبارية و التحليلية تشير انه الموضوع كله سحب افلام فقط و لا علاقة لأي طرف خارجي بالموضوع.  فهل يمكننا القول ان إطلاق الفلم  بهذا الوقت و قتل السفير هو مقدمة للدخول الأمريكي الى القارة الأفريقية؟  هل نستعد لمشاهدة الفرق الأمريكية لدخول البلدان المعنية بالأمر بحجة حماية السفارات كبداية لهذه القواعد؟  
 
هناك مسألة أخرى مرتبطة بالمسيرات و المطالبات برأس منتج الفلم.  فأمريكا تحتج بحرية التعبير طبعا و سحب الأفلام فيها هو انها تسمح بالتعبير هنا و تمنعه عندما يتعلق بالصهيونية.  و من سحب الأفلام أيضا أننا نعارض قانون المطبوعات هنا و نريد حرية التعبير دون قيود و نعارض ان يكون حرية التعبير بأمريكا عندما يخصنا الأمر. 
 
الموضوع كله سحب افلام في سحب افلام و يبقى رسولنا العظيم منزها عن كل تفاهة قدمها هذا الفلم و غيره لأن " فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ" سورة التحريم أية 4.  و لننتبه مرة أخرى أن لا نقع بفخ الدعاية لمثل هذه الأعمال.  
 
صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما كثيراً. 
 
alkhatatbeh@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد