الإخوان و الحكومة و الإعلام

mainThumb

27-09-2012 10:53 AM

 منذ أن أعلنت حركة جبهة العمل الإسلامي موقفها من الجهود الإصلاحية  في الاردن و هي تتبنى سياسة خذ و طالب بالمزيد الى وصل الأمر الذي حذر منه كل غيور على مصلحة البلد الى الحد الذي الجأت فيه ظهر  النظام الى الحائط و لم يبق له الا أن يقول "هذا الموجود" مع إبقائه لقنوات الحوار مفتوحة مع الجبهة بصفتها أكبر الأحزاب و أكثرها تنظيما. فالمتابع لكل الحراك يجد أن سقف المطالب كان يرتفع مع كل جهد حكومي لتلبية المطالب. 

 

الا أن الجبهة و لحنكة القيادين فيها و التي لا ينكرها أحد سواء اتفق معهم او اختلف ما زالوا حريصون على شعرة معاوية مع النظام  بنفس القدر الذي يحرص فيه النظام على هذه الشعرةأو قد تناولتها بمقال مستقل قبل اكثر من سنة. الا انه بالأونة الأخيرة بدأ الأخوان يتجهون لشد هذه الشعرة بشكل اكثر قوة بالاستقواء بالشارع و الحراكات الأخرى الذي تتأرجح العلاقة معهم حسب اتجاه الربيع العربي و تأثيره على المنطقة. 
 
و تتجلى حكمة القيادين فيها بالمرواغة بالتصريحات و سرعة التنصل منها لاحقا، فما أن يطلع تصريح ناري لبعض القيادين حتى يتبعه تصرح من قيادي آخر أكثر لينا أو القول بأن تصريح هذا القيادي إنما هو راي شخصي لا يعبر عن راي الجماعة، و أخيراً خرجوا لنا بقضية زلة اللسان. و كذلك تظهر حكمتهم بإبقاء باب الحوار مفتوحا مع الحكومة بشكل مباشر أو غير مباشر، و يسمعون للجميع و يظهرون أنهم باقون على موقفهم في حين أنهم يفاوضون على حقوق إضافية تميزهم عن غيرهم بباقي الحراكات بصفتهم الأكبر و الأكثر تنظيماً.
 
للأسف يظهر لنا الإعلام و خاصة الإلكتروني كاشفاً لما يجري من شد الشعرة و إرخائها فتتارجع الأطراف و تعلن براءاتها مما قيل و ربما تعود للوراء بعكس اتجاه الاتفاق بمجرد ظهور الخبر على أحد المواقع. فالكل يذكر ان الإخوان لم يكونوا يعارضون التسجيل للانتخابات و منهم من سجل فعلاً، الى ان كشف الإعلام ذلك فصرحوا بأن التسجيل لا يعني المشاركة، و عندما بقي الانتقاد قاطعوا التسجيل تحت تأثير الإعلام. 
 
إذ رجعنا للتاريخ وجدنا أن كل المعاهدات و الاتفاقيات الدولية و خاصة تلك التي أبرمت بين العرب و أسرائيل  مثل كامب ديفد و أوسلوا ووادي عربه تمت بمعزل عن أعين الإعلاميين؛ وكذلك بالنسبة للتحضير  للحرب على العراق، فعندما كان الغرب يريد لمبادرة أن تفشل يسربون الخبر للصحف، فكان العراق يسارع برفض المبادرة  ليغوص بالخطأ مجددا؛  فالغرب يدرس النفسيات العربية جيداً، فالعرب كلهم يفضلون السرية بكل شيء.
 
يبقى السؤال مطروحا هل تحتاج الحكومة و جبهة العمل الى عمل خلوة  بمكان ما تنقطع فيه الأخبار عن الإعلام و الإعلاميين حتى يتوصلوا الى اتفاق. 
 
أريحونا أراحكم الله. 
 
Alkhatatbeh@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد