لا كونفدرالية مع فلسطين ولا إسرائيل

mainThumb

16-12-2012 12:22 PM

 الرئيس الفلسطيني محمود عباس  يمهد لقيام اتحاد كونفدرالي مع الأردن  وليس الأردن  لوحده  وإنما مع  أطراف أخرى, وأضنه يشير إلى ما طرحه مسؤولون أمريكيون  وسموه مشروع كونفدرالية ( الأراضي المقدسة) بين الأردن وإسرائيل والدولة الفلسطينية. وهو متحمس لها أكثر من تحمسه لقيام دولة فلسطينية مستقلة ولتحقيق الأولويات  الفلسطينية في عودة  اللاجئين والنازحين والتعويض واسترداد الأراضي المحتلة جميعا بما فيها القدس .إن  طرح  موضوع الكونفدرالية لا يجوز الحديث فيه  قبل انجاز  عدد من الأولويات  وهي ثوابت وبديهيات عند أبناء الشعب الفلسطيني ، وهي  حكم ذاتي فلسطيني للسكان وللأرض و بناء دولة فلسطينية مستقلة في غزة والضفة عاصمتها القدس ورغبة وخيار طوعي وحر لمشروع الكونفدرالية  من كلا الشعبين الأردني والفلسطيني, وليس رغبة أمريكا أو إسرائيل .وحول تشكيل كونفدرالية فلسطينية - أردنية – إسرائيلية,  فهذا  مستحيل بسبب العدوان والهيمنة الإسرائيلية والاحتلال الواقع على الأرض الفلسطينية, عدا عن إنها  قضية مبدأيه  وقومية  ودينية  .

 
 وان الكونفدرالية المزعومة ضمن الواقع الحالي  المرير لن تكون سوى كونفدرالية بين سلطة الحكم الذاتي في القطاع وبعض التجمعات السكانية في الضفة وبين الأردن, وان كونفدرالية من هذا النوع لن تخدم سوى إسرائيل, ورغم إن ظاهر المشروع والدعوة التي تغلفها  مزاعم وحدة واتحاد وتعاون عربي على غرار الاتحاد الاروبي وغيره , أملا في قيام اتحاد عربي فدرالي مستقبلا أو ما أشبه ، أو  لما فيها من قوة وتكريس لطموحات الكثيرين  في الوحدة العربية مما يدغدغ مشاعر القوميين والوحدويين  وحتى الإسلاميين غير المتطرفين إلا أنها دعوة باطنها لا يسر الكثيرين من الطرفين الفلسطيني والأردني ,فهناك بعض الجماعات في الجانبين تعارض مثل هذا الطرح وبشدة. ففي الجانب  الأردني من يرى هذه الخطوة تذويبا للهوية الأردنية، والبعض الآخر يخشى من كونها تكريسا للوطن البديل،  وهناك من يرى من الفلسطينيين بان الكونفدرالية طمس للهوية الفلسطينية أيضا، والتفاف على الدولة الفلسطينية المستقلة، والتخلي عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وغيرها  وربما حق العودة  والتعويض أيضا.
 
 نحن لسنا دعاة تجزئة  وتفرقة وتقسيم وان العلاقة الاجتماعية والتاريخية بين الطرفين الأردني والفلسطيني هي علاقة ذات خصوصية فريدة من نوعها ومتميزة ، وهي حافز ودافع لنجاح مثل هكذا اتحادات , وأن تعاونا أردنيا - فلسطينيا اقتصاديا واسعا قد يكون له آثار إيجابية على الاقتصاد الفلسطيني المتردي وانفتاحا اقتصاديا وسياسيا حرا للدولة الفلسطينية على العالم من خلال الأردن , إلا أن هناك ما هو أولى من هذا كله وهو  حاجة وإحساس الشعب  الفلسطيني الشديد للهوية الوطنية الفلسطينية  والحاجة الأساسية إلى تجسيد هذه الهوية في كيان سياسي مستقل، وثانيا،  ما يتردد حول خوف الكثير من الفلسطينيين  على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني لوجود شكوك حول النوايا الإسرائيلية  وخاصة في ظل الادعاءات الإسرائيلية المتكررة بوجود مصلحة أردنية - إسرائيلية مشتركة في منع قيام دولة فلسطينية مستقلة؛ كل ذلك يجعل الكثيرين يشعرون بوجود   مؤامرة على الهويتين الأردنية والفلسطينية،وهي لن تكون إلا لمصلحة إسرائيل التي لا تفتأ تذكر أطماعها ونواياها المبيتة  بأن  شرق الأردن هو جزء من أرض إسرائيل الكبرى. قد نكون مستقبلا  مع كونفدرالية بين الشعبين الشقيقين بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بالكامل، وتحقيق كل الثوابت الفلسطينية في العودة واسترداد الأراضي المحتلة جميعا بما فيها القدس وحل جميع  المشاكل العالقة وحينها لكل حادث حديث.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد