وقفة مع مقالة الكاتب أسعد العزوني عن إخوان الأردن

mainThumb

17-07-2013 03:39 PM

 لقد اطلعتُ على مقالة ل (أسعد العزوني  ) خلاصتها أن إخوان الأردن يختلفون عن بقية تنظيم الإخوان في العالم .... واستدل ببعض المواقف على هذا الرأي ، وتناسى أن تنظيم الإخوان يسير على قواعد محددة لا يخرج أحدٌ عنها الا أُبْعِدَ خارج التنظيم .

 
وطالب (أسعد العزوني  ) أن يُدْمَجَ الإخوان في العمل السياسي كإعطائهم فرصة ، ولا أدري أنسيَ  أم تناسى مبادرة الملك عبد الله – حفظه الله -  بأن يستلموا الحكومة ، ولكنهم رفضوا ، لأن هذا ( الإعطاء ) لا يناسب تكتيكهم الحركي – سواء المحلي او العالمي - !!!
 
وتعاطف (أسعد العزوني  ) مع الإخوان ولام بعض المقالات التي تهاجم حركة الإخوان ؛ لأن ذلك يشكل ( قلقاً محليا ومجتمعيا ) !!
 
وما أدرى ( العزوني ) أن كل فكر ومخططات الإخوان تشكل قلقا وشرا مستطيرا في المنطقة ، فكتبهم تنضح بالخروج على الحاكم واعداد الفرصة للانقضاض على الكرسي ، وتنضح بتكفير المجتمعات وأنها مجتمعات مرتدة ولا صلة لها بالاسلام ... فإخوان الأردن كبقية التنظيم يسيرون على كُتُبِ سيد قطب وأخيه محمد قطب ، وهذه الكُتُبُ محشوَّةٌ بتكفير الحاكم والشعب ...!!
 
فهل إخوان الأردن يبغضون سيدا وأخاه محمد قطب ؟؟ أم يبجلونهم بل يصفونه بالشهيد ، ويهاجمون  كل من انتقد أخطاء سيد قطب أليس هذا دليل على أن إخوان الأردن لا يختلفون عن بقية التنظيم العالمي للإخوان ، لأن المنبع واحد والطريق واحد والهدف واحد ...
 
ويستشهد ( العزوني ) على أن الإخوان يعملون على حماية الوطن ( الأردن ) لأنهم وقفوا مرة في وجه القوميين ، فهذا من سياستهم ومخططاتهم ... فقد وقف إخوان مصر ايضا ضد القوميين ، وكذلك إخوان اليمن ، فوقوفهم ليس لحماية الوطن بل لأنهم ينافسون القوميين على الكرسي ، ولا يريدون للقوميين وغيرهم أن يصلوا لمبتغاهم الذي رسمه لهم سيد قطب وحسن البنا وغيرهم من قادة الإخوان ، فهذا الوقوف في وجه القوميين ليس دليلا على أنهم يحمون الوطن بل دليلا على أنهم يلهثون وراء الكراسي التي يبذلون كل شيء للوصول إليها ، والدليل على ذلك الارتباط القوي بين إخوان مصر الذين أنت افترضت أن إخوان الأردن يختلفون عنهم .... فلماذا قام وهبَّ مرشد الإخوان في الأردن( همام سعيد ) عقب سقوط مرسي وأخرج بيانا يبيِّنُ فيه لأتباعه في الأردن ألا ييأسوا ولا يقنطوا من هذا ( الفشل ) الحاصل في مصر لأنه من البلاء الذي  يتعرض له المؤمنون ، حتى أنه شَطَح عندما وصف مرسي بأنه مثل الخليفة العادل عثمان وعمر بن عبد العزيز !!!
 
وتنظيم الإخوان في اي بقعة من بقاع الأرض يسير على ما قاله قادتهم سواء المتشددين ( الصقور ) أو المعتدلين ( الحمائم ) ، فاستمع للقرضاوي وهو من الحمائم يكتب للإخوان في كل مكان سواء في الأردن أو السعودية أو مصر أو اليمن لأن كُتُبَه معتمدة عند كل الإخوان بل لا تخلو مكتبة إخواني من كتبه .
 
قال القرضاوي في كتابه ( أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة ) ( 174 ) : (( لا مانع من عقد مثل هذه الهدنة أو هذه الإتفاقية مع الحكام ، وإن كانت الحركة لا ترضى عن وجهتهم ولا سلوكهم ، ولكن في ضوء فقه الموازنات ، رأت أن هذا الوقت أولى من المقاطعة الصارمة أو المعاداة الدائمة . على أن ما يجب التحذير منه هو أن يؤدي ذلك إلى الممالأة لهؤلاء الحكام وكيل المدائح لهم ، ففرق كبير بين أن تهادنهم وأن تداهنهم )) .
وقال أيضا : (( وطمأنتهم على كراسيهم وسلطانهم ، في المرحلة الراهنة على الأقل )) .
 
وانظر الى قول القرضاوي وهو من سادة منظريهم : 
 
((أهنئ الشعب التونسي بسقوط الطاغية وسقوط الصنم الأكبر هبل وما حوله من أصنام من اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ونطالب الشعب بعد أن سقط الصنم أن يذهب بالخدم خدام الأصنام هم شر من الأصنام هم الذين يروجون الأصنام للناس  )) .
 
واستمع له أيضا : ((إن ما يهم الحكام العرب هو الكرسي الذي يعبدونه من دون الله )) .
 
هذا قول أحد الحمائم في صفوف الإخوان فما بالُك بصقورهم ؟!!!
 
فهذا هو خلاصة أهداف الإخوان الوصول الى الكرسي ، وهم يسيرون على خطى مرسومة ، من قبل منظريهم وقادتهم .
 
 
 
وهذا الوصول الى الكرسي يحتاج أموالاً  ، فهم ساعون في إنشاء المؤسسات التي تدرُّ عليهم وعلى أفرادهم  ، حتى يتسنى لهم تطبيق مخططاتهم التي يستقونها من كُتُبِ ( سيد قطب ومحمد قطب ، والقرضاوي ... الخ ) .
 
أمَّا هذا الإختلاف الذي ابتكره ( العزوني )  بين إخوان الأردن وإخوان التنظيم العالمي ، فهو ابتكارٌ خاطئ نابعٌ من عدم الخبرة بجماعة الإخوان المسلمين ، فالذي يجوز الكلامُ له في جماعة الإخوان هم العلماء الذين سبروا هذه الحركة وعكفوا على كتبها ودرسوا تراجم مؤسسيها وفحصوا كلامهم وخطاباتهم ...
 
فاستمع للعلامة المحدث الفقيه – رحمه الله – أحمد النجمي في كتابه  رد الجواب  ص(195) 
 
: ( و إن كان الكتاب يتحدث عن الإخوان المسلمين في الكويت ، إلاّ أن الإخوان المسلمين هم الإخوان المسلمون أينما حلّوا و كيفما وجدوا ؛ لأن التربية تربية واحدة ، والانطلاق من عقيدة واحدة ، و القدوة و الأسوة هي قدوة واحدة ؛ ذلك لأن المؤسس واحد ، و الكيفية التي ربى عليها أتباعة واحدة ، و هم يتداولونها و يتداولها خلفهم عن سلفهم ، و صغارهم عن كباره  ) .
 
وقال أيضا  في نفس الكتاب : (لربما قال قائل من أتباع الإخوان المسلمين في السعودية : كيف تؤاخذوننا ـ و نحن في السعودية ـ بأخطاء غيرنا ؟ فنحن لا نرضى وحدة أديان ، و لا نقول بحرية اعتقاد و لا حرية تعبد ، و لا نجيز الأخذ بالقوانين و ترك الشريعة !! و أنتم لم تتبرؤوا من أصحاب هذا المنهج ، بل أنتم متولون لهم سائرون على نهجهم و طريقتهم ، مدافعون عنهم و عن كل من في حزبهم ؛ فلذلك استحققتم أن تصنفوا معهم و تُعدّوا من أتباعهم ؛ لأنكم رضيتم بكل ما قالوه و ما فعلوه ، فمتى أعلنتم إنكاركم لما أحدثوه في الدين من إحداثات فظيعة ، يأباها الدين و ينكرها حتى العوام ؟ فما دمتم أنتم لم تنكروا ما في هذا المناهج من باطل ، بل أنتم مقرّون بها ، مدافعون عنها و عن أصحابها ؛ فأنتم مستحقون لأن يلحق بكم إثم ما في تلك المناهج من شرك و بدع و إحداثات باطلة ، يلحق بكم وزرها و عارها ؛ لأنكم خذلتم الحق بعد أن عرفتموه ، وأيدتم الباطل ، و نصرتم أصحابه بعد أن خبرتموه ؛ فبطلت بذلك حجتكم ، وضلت محجتكم ، حتى تتبرؤوا من تلك المناهج و ما فيها من شرك و كفر و بدع و ضلالات ) .
 
هذا هو كلامُ الخبراء والعلماء في جماعة الإخوان المسلمين ، فأرجو من الأخ أسعد العزوني ألا يغرِّد خارج سرب العلماء والخبراء .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد