العرب في المعتقل

mainThumb

28-09-2013 06:07 PM

بكل عموم للمشهد الذي نصحو عليه كل يوم، تطالعنا التحاليل الإخبارية الكثيرة بجملة من الكلمات ، وتتكرر بأكثر من قالب - فمرة يتفقهون بمطالعة تقول : ان سوريا تمر بأزمة سببها عدم الوصول لحل يرضي طرفي الصراع - مؤسسة الحكم ، والطرف الآخر هو الشعب ، وننسى ان المكون السوري ينقسم حسب أيدولوجية الموجود -إلى موالي حسب ثقافة الحاجة ، وموالي حسب رغبة العمالة ، وآخر حسب نطاق التاريخ باستقطاب الاثنيات الموجودة على الساحة السورية ، وقد أسهب بذلك الكاتب علي رمضان في الصراع على الحكم ، وكيفية إعادة المكون الذي يقطن هذا البلد ببعده التاريخي والجيوسياسي في المنطقة سوريا هي واقع كما هي مصر والعراق وباقي المتشكّل من الأمة العربية - تونس - ليبيا - اليمن الخ - قد تختلف المجتمعات في تقاليد الحياة حسب البيئة أو المناخ التي تعيش ، ولكنها تجتمع بذات النطاق في أن لا ثقافة موحّدة تجمعها على بناء واقع معتقدي يتعايش’ الجميع بظله ، ويتمثّل في - مؤسسات اقتصادية مرجعيتها القانون ، ونظام حكم منتخب ، وأفق آخر يمكن ان تكون الأمّة من خلاله أداة ضغط في المجتمع الدولي - وهو النطاق الأمني الموحّد ، أو ما يسمّى بالجيش ، وخصوصية الدفاع المشترك ، والانطلاق لبناء العلم والمعرفة التي تعيد انتاج الوطن من جديد ... ما دعاني لكتابة المقال هو البعد الذي يتحاور به الجميع في المنطقة العربية - هل نحن موجودون على ساحة القرار ، أم نحن عبارة عن واجهة فقط تتلقى الصدمات من جراء صراع القوى في العالم ، والمتمثّل بأحادية الصراع ( الولايات الأمريكية ) ، وطرف ردع بلا ساعد اقتصادي ، والمتمثل بروسيا الاتحادية ؟! والقضية كالتالي " في جملة من الصراعات التي تتشكّل كل حين بمؤامرة ؛ لإعادة انتاج المنطقة على أساس ان المحتل هو صاحب الشرعية ، بعد ان فقد مصداقيته في حرب تموز تحديداً ، أرادت الولايات المتحدة المتصهينة القرار ان تعيد انتاج الوضع العربي الراهن على أساسين هامين - الاول - الاعتراف بالكيان الصهيوني بأنه الأوحد في المنطقة ، والمطلوب من الجميع حمايته في ظل انظمة عربية تستقوي على شعوبها بمرض السلطة تارة ، وبعمالة تعود بايدولوجيتها لمملكة القرار - اسرائيل الكبرى - والأمر الثاني عدم السماح لأي طرف آخر التدخّل في المنطقة العربية في ظل وجود اسرائيل ، وهذا ما جعل الولايات المتحدة تغذّي كل أشكال الصراع على هذه الأرض الحمراء القاتمة بكل تشكّلاتها ، بحيث زرعت كل بذور الكره في داخل جسدها المتشكّل عبرَ آلاف السنين ، وقد كتبته في أكثر من مقال لي - بأن الوطن مسكون بايدولوجيات مخلوقة ، ومصنوعة يدوياً داخل مختبر من السلاح على أساس - مذهبي - اثني - طائفي ، وتشكّلات ثقافية تنتج كل يوم حسب ما يقتضيه الحال ، والمحتوم - مصالح - شراء ولاءات متعددة - الخ باختصار - لا يوجد عقل عربي يؤمن بأن هناك اشكالية في التمحور حول القضايا المصيرية في المنطقة ، ما يدعم من الطرف الخارجي كل تناقضات تبنى على اساس طمس معالم الهوية ، والمعتقد ، والمصير ..... لا يمكن ان تقوم ديمقراطيات في دول الجوار الاسرائيلي - سوريا - لبنان - الاردن - العراق- مصر ، وتحرص المؤسسات الصهيونية في كل دول العالم على مضاعفة انتاج الاسلحة ، وانتاج المزيد من الأزمات - ولو سمحت للحظة بإقامة ديمقراطيات في سوريا والعراق ولبنان ومصر - فلم يعد المحتل بحاجة للأنظمة الملكية التي تحكم بأيدولوجيا التفكك ، والتمحور في داخل نطاق المؤامرة لأجل محدود ؛ انتظاراً للتعامل مع الخطوات القادمة في التوسع ، والعودة لاحقاً في اكمال المشروع الامريكي برسم المنطقة من جديد ضمن مصالح لا تتعدى أمن وحماية اسرائيل ، والاستمرار في السيطرة بالقوّة على منابع النفط ، والعودة لاستخدام فائض موازنات دول الخليج الطفرة في شراء الاسلحة من جديد من مصانعها التي صيغت بقرار في الكونجرس ؛ لانتاج المزيد من اللون الأحمر في كل دول العالم كما هو مطلوب ، ويحصل الآن تحت ممارسة أنظمة حكم تعفنت مع دياليكتيكية التقادم والماضي ، وبقاء الاسلام ، وهو ميكانزما المستقبل في السيطرة ، وهو الهاجس الذي يقض مضجع الغرب في المعتقل ، وإعاده انتاجه على اساس تخلّف وصراع من أجل مكاسب سياسية لاحقة .... إن الثورات التي لا يمكن لها ان تسيطر بعمق منظم متكوّن في السابق ، وتدعو لتفاهم حول بناء الدول مع كل نسيجها الأممي ، بالتأكيد ستأخذ شكلاً آخر في إبقاء وشرعية الاحتلال ، وستعود أقوى للمزيد من الاستنزاف في الموجود البشري والاقتصادي والثقافي ببعده الغربي - فالمنطقة تحت ولاية التغريب ، ولا يمكنها اعادة بناء ذاتها على اساس الولاء والانتماء لغير موروثها الذي عانت طويلاً منه في انقسامات متكررة للبنية العامّة ، وما افرزت بعد ذلك من حالة في التصلّب للمنتَج ، واختلاف في وضع عام للقضايا العربية الملحّة ، وعلى طاولة من الحوار ... والحديث يتبع ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد