معاييرُ الجمالِ هم أهل الفِطَرِ السليمة

mainThumb

19-11-2013 08:56 PM

إنَّ معايير الجمال تتغيَّرُ؛ لتغيُّر أذواق الناس ، ولكن هناك معيارٌ ثابت وهو لأهل الفِطَرِ السليمة ، فعلى سبيل المثال أذواق أكثرِ الناس اليوم ترى أن ( حلق اللحية ) جمال وأناقة ، وهذا ذوقٌ ممسوخ ليس صوابا ؛ لمخالفتِه للفِطَرِ السليمة التي حَثَّ عليها ربُّنا ، وجعلها من سُنَنِ الأنبياء ، والأنبياءُ هم أجملُ الناس وأطهرُ الناس !

قالت عائشة - رضي الله عنه - : ( والذي زَيَّنَ الرجالَ باللحى ) فهي تُقْسِمُ بالله الذي زَيَّنَ ذكورَ بني آدم باللحى .

وكذلك تغَيَّرَ مفهوم الجمال في ألوان ( العيون ) ، فمنهم وهم الأكثرُ يفَضِّلون العيون الزُّرْقَ ومنهم العيون الخُضْرَ ، ومعيارُ الجمال في ذلك ما أعَدَّهُ الله لعبادِه الصالحين ( العيون الحُوْر ) ، والله لا يختار إلا الأجملَ والأحسنَ لعباده في تلك الدار ( الجنَّة ) ، قال تعالى وآصفاً ما أعدَّه للمؤمنين : (حور مقصورات في الخيام فبأي آلاء ربكما تكذبان ).
والحَوَرُ هو شِدَّةُ بياض العين مع شِدَّةِ سوادِها .

فيُقَالُ : فتاةٌ حوراءُ ...

قال كعبُ بن زهير – رضي الله عنه – في رائعتِه :
 
وما سعادُ غداةَ البينِ اذ رحلوا ..... إلا أَغَنُّ غضيضُ الطرفِ محكولُ.

بل أعظم بيت فاز بالقدح المُعَلَّى في وصف العيون ، قول جرير :

إنَّ العيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ ..... قَتَلْنَنا ثُمَّ لم يُحْيين قتلانا.

وألَّف الأديب العلامة الصفدي (تشنيف السمع في انسكاب الدمع ) ذكر فيه صفات الجمال للعيون منها :

الحور : شدة سواد العين مع شدة بياضها

الدعج : شدة سواد العين

الكحل : شدة سواد جفون العين

الوطف : طول أشفارها

الشهلة : حمرة في سوادها .

وايضا من المعايير التي تَغَيَّرَتْ صفاء ( الخَدِّ ) فأكثرُ الناس يتغنَّى ( بالشامة والخال ) ، ولقد كان قديما التغني بخُلُوِّ الوجه من الخال والشامة .
قال غيلان ذو الرُّمَّة واصفا ( مَيَّاً ) محبوبَتَهُ :

تُرِيْكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفَةٍ ....... مَلْسَاءَ ليسَ بها خالٌ ولا نَدَبُ .

فالجمالُ دائماً مَرَدُّهُ لأهل الفِطَرِ السليمةِ ، أمَّا أهلُ الفِطَرِ المنتكِسَةِ فلا عُمْدَةَ على أذواقهم ، فكم استحسنوا القبيح ، وكم رفعوا معاييرَ مكانُها الحضيضُ والطين !!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد