الجهاد ضد دعاة «الجهاد»
الزميل الأستاذ داود الشريان فتح النار على دعاة الجهاد، الذين عرفناهم يضحون بأبناء غيرهم. ومع أن الكثيرين انشغلوا بالجدل حول دلالة كلمة الجهاد نفسها دينيا، ومحل استخدامها سياسيا، إلا أن الجانب الأهم أن بعض الدعاة سارعوا ينفون: «نحن لم ندعُ للجهاد، ولم نحرض أحدا». حتى إن أحد الدعاة المتطرفين كتب يعلن براءته، قال إن من اتصل به من الشباب يطلب الفتيا للسفر للجهاد في سوريا، نهاه وحضه على عدم الذهاب! وإنه كان حريصا على أن يبين للشباب المتحمس الغاضب أن في سوريا ما يكفي من الرجال الراغبين في القيام بواجب محاربة نظام الأسد! وإن كانوا صادقين فهو توجه محمود، وتبدل مهم. إنما هناك دعاة متورطون، يريدون نقل الملامة على الحكومات، معهم في نفس الخندق، وبعضهم يدعي أنه واجبهم الديني، وهؤلاء بالطبع أخطر.
الهدف ليس التشهير بالدعاة، بل وضع الأمور في نصابها. هل من حرض وأرسل شابا سعوديا أو كويتيا للقتال في سوريا وعاد في كفن يعتبر شريكا في قتله، أم أنه مجرد واعظ، والتحريض وعظ ديني، لا يتحمل قائله أية مسؤولية؟ التحريض والتعبئة جريمة مهما كانت لغتها، دينية أو وطنية، فيها دفع الغير إلى ارتكاب جرائم القتل. والفارق بين الجهاد وجريمة القتل في التشريع والقرار. لك أن تدافع عن بلدك، وأهلك، في غياب وجود نظام شرعي ومدني. الدعاة ليسوا أصحاب حق في إعلان الجهاد متى ما شاءوا وإلا أصبح العالم فوضى. صاحب الحق في إعلان الحرب هو الدولة والمؤسسات الشرعية. فالمقاتلون الذين أرسلوا إلى العراق، والآن إلى سوريا، ليسوا طرفا في الحرب. خرجوا للقتال بتحريض من دعاة ومشايخ أفتوا لهم، وآخرون مولوهم. والآن عاد بعضهم قتلى، ورفع بعض ذويهم يريدون من حكوماتهم أن تأخذ بحقهم ممن حرض أولادهم، وأرسلهم للموت هناك.
المشكلة ليست سوريا وحدها، فالمآسي في العالم كثيرة، ولا يعقل أنه في كل حرب يغرر الدعاة على المنابر، أو بالتسجيلات، يعلنون النفرة للقتال، من أفغانستان إلى البوسنة، والصومال، والشيشان، والعراق، واليمن الآن، وغدا بورما وغينيا، وقائمة التحريض تطول.
بعض الدعاة المحرضين يظنون أن ذاكرة الناس قصيرة، فقط لأنهم قرروا في الأشهر القليلة الماضية التراجع والتزام الصمت. أما لماذا تراجع هؤلاء شجعان القول فلأنهم خافوا من عواقب التطورات الأخيرة، فقد ارتفعت دعوات الأهالي المكلومين بفقدان أبنائهم يتهمونهم، ويناشدون محاسبتهم، وبعد أن أذاعت الدول الكبرى أنها ستضعهم على قوائم ملاحقة خاصة، وسترصد أموالهم وحساباتهم.
وهدف إرسال الشباب للخارج للجهاد ليس حقا لقتال نظام الأسد، بل ينتهي بهم جنودا في تنظيم القاعدة. وبسببهم عادت تنظيمات الإرهاب أقوى مما كانت عليه، تنتشر في كل المنطقة. ومع أن أكثرهم يفاخر بأنه سيقاتل نظام الأسد إلا أننا نفاجأ بأنهم في «داعش» في العراق وسوريا.
تحرير الشعب السوري من مأساته وإسقاط نظام الأسد هدف يستحق أن يبذل من أجله كل شيء، لكن هذه الأهداف السامية لا علاقة لها بأفكار الجهاديين الذين يركبون الموجات السياسية، ويركضون نحو مناطق الفوضى، ويرفعون رايات إسلامية، وهم في الحقيقة ليسوا إلا كتائب ذبح لا تقل شرا وأذى عن نظام الأسد نفسه.
alrashed@asharqalawsat.com
توتر أمني في بيروت بعد منع طائرة إيرانية من الهبوط .. فيديو
رئيس الوزراء المصري: نرفض تماما التهجير ونقف بجانب الشعب الفلسطيني
جمعية جائزة الملكة رانيا ووزارة التربية تعقدان اجتماع المأسسة
الولايات المتحدة ترحب بمرسوم عباس لإلغاء مخصصات الأسرى
كهرباء دبي الأقل انقطاعا حول العالم في 2024
سلطة وادي الأردن تبحث مطالب مزارعي الحمضيات
حاملة طائرات أمريكية تصطدم بسفينة تجارية قرب سواحل مصر
المهندسين تشكل لجنة استشارية لإعادة إعمار قطاع غزة
جيش الإحتلال يرصد إطلاق صاروخ من غزة
الحوثيون: القوات جاهزة للتدخل إذا نفذ ترامب تهديده
أوقاف الكرك تحتفل بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان
بلعاوي: الاستدامة شرط أساسي لنجاح أي مشروع سياحي
عروس تخلع زوجها بأول أسبوع زواج والسبب لا يخطر على بال
الجنسيات الأكثر تملكا للأراضي والشقق في الأردن
إيمان مع الجد الغالي .. صورة جديدة للملك مع حفيدته
هل انحسر المنخفض الجوي عن المملكة .. تطورات الطقس
شمس الكويتية تثير الجدل بتجربة فياغرا للديك .. فيديو
دعوة مهمة للمواطنين الذين يقطنون في الطوابق الأرضية
وقفة احتجاجية حاشدة في الزرقاء .. صور
المركز العربي للمناخ: احتمالية نزول قطبي يؤثر على المنطقة
وزارة المالية تصدر الأمر المالي رقم (2) لعام 2025
منخفض جوي مرتقب يؤثر على المنطقة خلال الأيام المقبلة
وزير داخلية أسبق:حل الهيئات المستقلة تعوّض قطع المساعدات الأمريكية
موعد نتائج القبول الموحد للدورة التكميلية
تخفيضات كبيرة في الاستهلاكية العسكرية .. رابط