جادكَ الغيثُ إذا الغيثُ هَمَى .. يا زمانَ الوصلِ بالاندلسِ

mainThumb

09-03-2014 09:19 PM

بمناسبة سقوط هذه الأمطار على ديار الأردن بعد شوق لها وطول ترقبٍ ؛ أحبِبْتُ أن أتكلم عن ( المطر ) .

المطر أو الغيث اهتَمَّ به العربُ اهتماما كبيرا ونستدلُّ على ذلك بذك...رِهِ كثيرا في أشعارهم وقصائدهم ، فهم أعظمُ الأمم اهتماما بالمطر والغيث !!...

ومن شدَّة حبِّهم لذلك أسموا بعض أبنائهم به ، فنجد اسم ( مطر ) و ( غيث ) و ( ماء السماء ) متداولا عندهم !

وقد أعطوا المطر أسماء كثيرة وكذلك السحابة وهذا من أعظم الادلة على عشقهم وتفنُّنِهم في مراقبته وانتظاره .

حتى أنهم دعوا للأيام الجميلة ( بالسقيا ) فنسمع العوام يقولون داعينَ لأيامهم الرائعة : ( سقى الله على تلك الايام ) !

ومما يُلْفِتُ النظرَ أن العربي حمل حُبَّ المطر وذِكْرَه الى بلاد الأندلس ، رغم أنها بلادُ غنيَّةٌ بالانهار والينابيع ...

فهذا شاعرهم الوزير ابن الخطيب يحتذي حذو العرب القدامى في حُبِّ المطر وتَوْشِيَةِ شعرِهِ به :

جادك الغيثُ إذا الغيثُ هَمَى ... يا زمانَ الوصلِ بالأندلسِ

فانظرْ الى تكرار لفظة ( الغيث ) في هذا البيت تكرارا رائعا يكادُ البيتُ يرقصُ طربا تحت قطراتِ الغيث !!!

وقد دعا الشعراء العربُ للقبور والموتى بالسقيا وجعلوها خاتمة لمراثيهم ، فهذا ابنُ الرومي يرثي ابنه ويدعو لقبره بالسقيا :

عليكَ سلامُ اللهِ مني تحيَّةً ... ومنْ كُلِّ غيثٍ صادقِ البرقِ والرَّعْدِ .

ودعو الى ديار المحبوبة ، فهذا غيلان ذو الرُّمَّة يدعو لديار محبوبته ( مَي العنبرية ) :

ألا يا اسلمي يا دارَ مَيٍّ على البِلَىْ ... ولا زال مُنْهَلَّاً بِجرعائكِ القَطْرُ .

فهو يدعو لدار المحبوبة بالسلامة ، والبقاء، وذلك بانهلال المطر .

فالمطرُ هو الحياةُ ، فلذلك من أسمائه عند العرب ( الحَيَا ) .

وصدق ربُّنا اذ قال : ( وجعلنا من الماء كلَّ شيء حي ) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد