صباح الخير يا مولاتي
الأمومة عالم غريب لا يعرف معناه إلا الأمهات تبدأ قصتها عندما تحمل الأم جنينها داخل أحشائها و تكون في غاية السعادة رغم تعبها و ألمها على مدار تسعة أشهر و لا تكتفي بحمله في أحشائها بل تفرح لحظة الولادة كونها ستخرج جنينها الى حيز الوجود رغم ألم المخاض و رغم المشقة و تعب الولادة تنظر الى مولودها وهي مبتسمة ابتسامة مرهقة و تغط بعدها في النوم وهي لاتزال تفكر فيه.
أمر الأمهات غريب هي أيضا لم تكتفي بعناء الحمل و الولادة و تدع تربية طفلها لشخص أخر ، بل ترفض أن يربيه سواها هي وحدها من تتحمل عناء التربية، هي وحدها من تسهر ليلها لينام أطفالها ، وحدها من تنتزع اللقمة من فمها لتضعها في فم أبنائها ، هي من تحرم نفسها من متع وملذات الدنيا ليفرح أبناؤها و تسعد كل يوم و هي تراهم يكبرون أمام أعينها.
من منا رأى عيني والدته تودعه عند خروجه من المنزل وهي تتابع خطواته و تدعو الله ان يعيده لها سالما و ما أجمل السعادة في عينيها وهي ترفع رأسها للأعلى تناجي الله و تشكره على استجابته لدعائها بأن رد لها ابناءها بالسلامة .
كل هذا وتقابل بعض الامهات بالجحود و نكران الجميل ، ما أن يكبر ابنها حتى ينسى كل المراحل التي ذكرتها سابقا و تصبح أمه عبارة عن امرأة قامت بتربيته فقط ، يذكرها في يوم الام إن تذكر هذا اليوم .
و أحيانا تصبح هذه الأم عبئا عليه إذا كبرت و احتاجت الى رعاية ، لتصبح دور الرعاية أولى بها ، عجبا لهذا الجحود من كانت تربي و ترعى، تسهر و تعلم و تبني بيديها أجيالا تصبح عبئا! أو أن تترك وحيدة في بيتها دون أن يتكلف أبناؤها عناء الزيارة ، فمن أي عجينة تشكلوا هؤلاء ناكري المعروف .
كيف يجرؤ على إنزال دمعة من عيون والدته وهي التي راعته و كانت تتألم عندما يبكي ، كيف يصرخ في وجهها وهي التي ربت و كبرت ، كيف يهملها و يجري يلهث خلف فتاة ليتزوجها فتنسيه أمه .
ليست الأم وحدها معنية في هذا بل الأب الذي تعب خارج المنزل ليعمل و يجمع المال الكافي ليؤمن به المسكن و الملبس و المأكل ألا يستحق التكريم أيضا ، الأم و الأب الاثنان في كفة واحدة لهم حبنا وتقديرنا و احترامنا .
بعض الأبناء لا يذكر والده لأسباب عده منها سفره أو انفصاله عن والدته و غيابه البعيد أو قد يكون لسبب وفاته ، أي كانت الأسباب فهو يبقى أبا.
هناك أبناء جحدوا و أنكروا فضل أمهم و أبيهم أذكر قصة بهذا الخصوص ، حكاية سيدة ورجل عملوا جاهدين ليبنوا مستقبل أبنائهم، باعت الأم كل ما لديها من قطع ذهبية لتعلم ابناءها و تسفرهم ليشقوا طريقهم، لكن للأسف ما أن سافر هؤلاء الأبناء حتى نسوا هذه الأم و جهد الأب، بدأوا العمل وجمع المال، في حين أن الأم و الأب ما عادوا يملكون كسرة خبز يقتاتون بها، فاضطر الاب للخروج و العمل كعامل في رصف الطرق ، يعود الى بيته منهكا وهو رجل كبير لا يقوى على العمل الشاق ، وعملت الام في التطريز رغم ان نظرها لم يعد يساعدها للقيام بهذا العمل .
و بعد مرور أعوام عاد الابن الأكبر يجر أذيال الخيبة بعد ان فقد جميع أمواله مع رفاق السوء ، و جلس في بيت والده يأكل و يشرب دون أن يكلف نفسه للخروج و العمل لمساعدة الاب و الام ، بل اكتفى باصدار الاوامر ،لمن برأيكم؟اجل للرجل الذي رباه و الام التي حملته في احشائها و تعبت عليه حتى يكبر ، ليتها توقفت المسأله عند الابن الاكبر ، فقد عاد الابن الاصغر بخيبة الامل أيضا .
و بعد جهد وبحث طويل وجد الابناء عملا و بدأوا يكسبون المال و أصبح ضروريا أن يتزوجا ، الابن الأكبر تزوج بامرأة تليق به الاثنان على نفس الشاكلة بالطباع ، لكن المتضرر الوحيد من هذا الزواج هو الأب و الأم فهما لن يكتفيا بتحمل ابنهما بل يجب ان يتحملوا الزوجة ايضا التي بدأت تعذب الام و الاب ، تحاول بشتى الطرق ان تخرب كل ما حولها و تعمل بالمثل الذي يقول "ضربني و بكى و سبقنى و اشتكى"و ياتي الابن يصرخ في وجه امه و أبيه حتى يرضى الزوجة ،كل هذا و الام و الاب صابرين ، حتى ذهب هذا الابن للعمل في محافظة أخرى، وهنا ارتاح الاثنان من هم هذين الزائرين الثقيلين.
و لم تدم راحة البال الابن الأصغر ينوي الزواج بعد ان عثر على عمل و اصبح لديه راتب شهري، ولكنه فكر جيدا لماذا لا يقوم بتقسيم منزل والده حتى يتزوج فيه ، وهنا أخذ القسم الأكبر و ترك لأمه و ابيه غرفة بمنافعها ووضع حواجز وغلق عليهم كل المنافذ حتى تعبت الام و توفت ، وتركت زوجها يقاسي فراقها و الوحدة التي يعيشها ،و مع هذا وذاك لم يفكر الابن الذي يفصله عن ابيه صور من صنع يديه طبعا ان يذهب لتفقد ابيه بل كان يخرج مع زوجته و أبنائه ووالده يجلس امامه دون ان يبذل عناء القاء التحية .
كان لهذا الرجل ابنة لم نذكرها خلال الاحداث لان البنات مهمشات في هذا المجتمع فدائما ينظر المجتمع للمرأة التي أنجبت بنات بأنها لم تنجب،يكتفون بانجاب الذكور ، ولن نتحدث طويلا حول هذا الموضوع لانني أرى أنه بحاجة لمساحة أطول سنطرحه في مقال آخر .
الأب اصبح يزور ابنته و يجلس مع احفاده و يشعر بالسعادة معهم ، كان يشعر بفرق كبير بين اقامته عند ابنته التي كانت تهتم بغسل ملابسه و صنع أطيب طعام لوالدها و اسعاده بكل ما أوتيت من قوة و بين اقامته مع ابنائه و زوجاتهم. لم يكن يطيل الاقامة في بيت ابنته حتى لا يمل أحد منه و يعود الى الغرفة المظلمة، وبدأ الاب يجلس ويفكر مع نفسه، لو كان وحيدا ولم ينجب أولاده او لو اكتفى ببنته الم يكن افضل له، ظل الاب يقاسي و يعاني حتى مرض و مات .
وبعد موته لم يشعر الابناء بتانيب الضمير ،بل أصبحوا الأخوة الأعداء.
كيف سيعاملهم أبناؤهم عندما يكبرون ؟ سؤال ساترك اجابته لكم و كل منا له أخطاؤه لكن من اصلح من أخطائه نجا و من بقي على عماه هلك .
nuha_so1@hotmail.com
الملك يزور مدرسة الزرقاء المهنية العريقة
أبرز ما جاء في كلمة أردوغان في قمة شنغهاي
رفع نسب البناء يعزز الاستثمار الصناعي الأردني
ترامب: الهند خفضت الرسوم ولكن متأخراً
إصدار جدول مباريات الدور التمهيدي لبطولة كأس الأردن
أوضاع صحية مأساوية للأسيرين أبو صفية وظاهر
بلدية إربد توضح مسؤولية الشواخص المرورية
حماس ترفض خطة أمريكية لتحويل غزة سياحيًا
38 محاميا جديدا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل
منظمة شنغهاي تدين بشدة الأضرار اللاحقة بالمدنيين في غزة
صافرات استهجان ضد إسرائيل في بطولة أوروبا للسلة
عمل الأعيان تُثمن جهود الخيرية الهاشمية الإغاثية والإنسانية
دعوة لمواطنين بتسديد مستحقات مالية مترتبة عليهم
آلاف الأردنيين مدعوون للامتحان التنافسي .. أسماء
مثول عدد من الأشخاص بينهم النائب اربيحات أمام مدعي عام عمان
تفاصيل مقتل النائب السابق أبو سويلم ونجله
وظائف حكومية شاغرة ودعوة للامتحان التنافسي
أول رد من البيت الأبيض على أنباء وفاة ترامب
تنقلات في وزارة الصحة .. أسماء
عمّان: انفجار يتسبب بانهيار أجزاء من منزل وتضرر مركبات .. بيان أمني
رسمياً .. قبول 38131 طالباً وطالبة بالجامعات الرسمية
النواب يبحثون إنهاء عقود شراء الخدمات الحكومية
الأردن يبدأ تطبيق الطرق المدفوعة نهاية 2025
قبل صدور نتائج التوجيهي اليوم .. تعرّف على كيفية حساب المعدل