مع خواطر غادة السَّمَّان 2

mainThumb

26-04-2014 09:55 AM

لقد كتبتُ قبل مدَّة في الرد على بعض خواطر وهذيان المُسَمَّاة : ( غادة السَّمان ) ، حيث أنَّ لها رواجا هي وبعض رموز الحداثة ( كدرويش ، وكنفاني و... ) في أوساط مثقَّفينا من الشباب والشابات !!!

وهؤلاء ظهروا بأساليب غريبةٍ عن مناهج أدبنا الأصيل ، وهم يسعون جادِّيْن للقضاء على أُسُسِنا ( العقيدة ، واللغة ) ، وشاع عند ...الكثير أنهم يمتلكون الأدبَ ويمتلكون اللغة ! وهم في الحقيقة غثاء كالذي يجيءُ مع السيل المنحدر ؛ كقشَّةٍ أو بقايا حشرةٍ .

وقد أفردتُ مقالة سابقة في تبيين هشاشة ما يسعون لنشره من أساليبَ مُعْوَجَّة ٍ ، وغموضٍ دامسٍ ، وجمودٍ في عاطفةٍ ، وَمِنْ ثَمَّت يُسَمُّوْنَهُ شعرا ، أو أدبا !!!

وقد راقني قولُ أبي تراب الظاهري – رحمه الله – لما رأى ما يلوكونه تحت أضراسِهم في مقالة زبرها بعنوان ( هذا الارتكاس لن يهدد اللغة ) عام ( 1380 ) هجري في جريدة البلاد السعودية :

( إنَّ هذا العثير القاتمَ يعلو في رموس الفناء ، ويثير زوابع التجديد في وجه الأثر الخالد من الأدب القديم ، وليت هذه الدعوى قامت قبل أن ينام الجرجاني ، أو الجاحظ ، أو ابن قدامة ... أما آنَ لأدباء الشباب أن يكون لهم – إذا هم بالكتابة يعبرون – في واضعي اللبنات الأولى أسوةٌ وقدوة ، ومثال يُحْتَذى ، وأثرٌ يُقْتَفى في المرابطة ، والمعارضة ، والمناظرة ! غير أن المصائبَ تترى ، والسواخرَ من هدم كيان العربية يكثرون ، فنحن وهنَّ في نجوى أليمة يشتَدُّ وَخْزُها في صدر من وعى ، ومن لم يعِ ... ) .

هذا ما قاله من عرف الأدبَ وشربَه حتى تَضَلَّع منه ، وأدرك أوائلَ ما يُسَمُّوْنَه : ( أدبَ الحداثة ) !! وهو عثيرٌ قاتمٌ يقيناً .

وبعد هذه السطور نُقَدِّمُ هذيانا وعثيرا قاتما من رسائل الحداثية ( غادة السَّمَّان ) إلى حداثيٍّ مُمَخْرِقٍ على كثيرٍ من الشباب ( غسَّان كنفاني ) :

(رسائلك يا غسان هي أجمل ما قرأت ، و أجمل ما سيقرأه الناس بعد موتنا معاً .
أقولها الاّن ، الساعة 7 و 18 دقيقة من مساء يوم 5/11/1968ولكن أطفالاً يولدون في هذه اللحظة سيرددونها فيما بعد عشرات الأعوام ، و سيرددها أولادهم من بعدهم ...... رسائلك إليَّ هي أجمل ما كُتب في اللغة العربية بعد القراّن ! )

فقد أصبحتْ رسائلُ الحداثي غسَّان كنفاني عند صاحبة الهذيان غادة السمان أجمل ماقيل في اللغة العربية بعد القرآن !!!!

فهذا يُبَيِّنُ لكَ مدى التخطيط لهذه المدرسة المُلَطَّخة بالشُّبُهات والأصابع الغريبة ، التي تَسْعَى لهدم العربية ، تحت غطاء التجديد والحداثة ، فهي ( السَّمَّان ) تستَثْني القرآن خجلا ، حتى لا تثير الآخرين عليها وعلى منهجها المُعْوَجِّ ، لأننا نعلم أن أفصحَ وأجملَ ما جاء بعد القرآن هو حديثُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صاحبُ الفصاحة والبلاغة ...!

وقد جاءت أشعارُ العرب الفصحاء سواء في العصر الجاهلي أو في العصر الاسلامي بمراحله المُتَعَدِّدَةِ . ففي كلِّ فنون الشعر هم السَّادة سواء ( الغزل ، أو المدح ، أو الرِّثاء ، أو الهجاء ... ) ولقد بهر شعرُهم الموزون المُقَفَّى جميعَ العُقلاءِ والفُصحاءِ والبُلغاءِ ...

فلا أدري لماذا تلفَّظَتْ السَّمَّانُ بهذا الهُراء المَفْضوحِ ، أهو اشْعارٌ باسقاط موروثنا الأدبي القديم الأصيل ؟! هو كذلك ؛ لأن هذه العِصابة الحداثية أعظمُ أهدافها إسقاطُ اللغة ، وما حوتْهُ من جميل كلام العرب ، وصرف الشباب إلى ما ابتكروه من هزيلِ وركيكِ الكلام ، والغموضِ الذي لا يُدْرى مَدْخَلُه من مخرجِه .

ولن يردد أقوالَكم الا من فقد الذَّوْقَ وارتكستْ فِطْرَتُه الأدبية وسوف يُسْحَبُ هذيانُكم من قدميه المليئةِ بالبثور والقروح إلى مزابل التاريخ ! لأن التاريخ تَكَفَّلَ بحفظ الأصيل لا اللَّقيطَ !!

وأقولُها بكل ثقة : إن أشعارَ العوام تفوق أقوالَ الحداثيين وعواطفُ العوام في أشعارهم لَأَصْدَقُ من عواطف الحداثيين الغامضين ، وأستطيع التدليلَ على ذلك بقول أحد شعراء العاميَّة وهو علي بن رحمه الشامسي :

إذا مَرِّيْت صُوْب الدَّار الأوَّل
.... أشوف الدَّار تِذْرِيْها الذَّواري

أَحِثْ السَّيْر في دربي واحَوِّلْ
.... وطالع من يمينِ ومن يساري

وأعيد الشُّوْف واذكر عام الأَوَّلْ
.... واشم الدَّار واتْقَفَّر الأثاري

تقول الدَّار ماضيكم تِحَوَّل
.... ولا يبقى لكم في الدَّار طاري

على اللوحات ممنوع التِّجَوُّلْ
.... وجيش الحب مِعْلِنْ بالطواري

مِثِلْ ما قال راعي الوَصْف الأوَّلْ
.... كلام الليل يِمْحِيْه النَّهاري !

ألا يا ليت ذاك الوقت طَوَّلْ
.... وخلا المَاْي في مجراه جاري .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد