اللغةُ العربيةُ تدمغُ الإخوان ..

mainThumb

01-07-2014 11:32 PM

نعلم أن أهل البدع وعلى رأسهم جماعة حسن البنا يمخرقون ويلبسون على العوام حتى تروج بضاعتُهم و كل هدفهم هو الوصول الى ذاك ( الكرسي ) ، ولكنهم يتَّخذون الغطاء الديني للوصول الى مبتغا...هم ، كما رأينا ذلك جليا كالشمس في رابعة النهار ، فيما سمَّوْه : ( الربيع العربي ) !

فهم يستغلون بعض الآيات القرآنية وبعض الأحاديث النبوية حتى يظهروا أنهم أهل غيرة وأهل حبٍّ للاسلام ، ولكن الله فاضِحُهم ومبدٍ عوراتِهم للناس ، ومن الآيات التي يرددونها وخاصة زعيمهم ( سيد قطب ) في تأليب العوام على حكامهم قول الله تعالى :

( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون ) .

ولم يسلكوا طريق الصحابة الكرام في تفسير هذه الأيات بل فسَّروها على وفق أهوائهم ونياتهم الخبيثة التي ما خرجت الى من أجل حطام الدنيا .

قال ابنُ عمر – رضي الله عنهما - : ( إنّهم انطلقوا الى آيات نزلت في الكفَّار فجعلوها على المؤمنين ) ! وهو يقصد أسلاف الاخوان من الخوارج القدماء .

وبعد هذا الفرش للموضوع الذي دفعني لكتابة هذا المقال ، نسمع ممن قلَّ نصيبُه من العلم - سواء الشرعي او اللغوي - يتبَجَّح بفهم خاطئ لحديث نبوي طاهر ، ويجعل هذا الحديث دافعا له ولممارساته الهوجاء التي أضرَّتْ بالأمة أفرادا ومجتمعات .

والحديث من رواية أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ) : إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ ) .

فقد أساءوا فهم هذا الحديث كما أساءوا فهم الآيات ، ولنعطي الحديث حقَّه من الشرح حتى يتبَّن حمقُ وخبثُ الإخوان ومن كان على شاكلتهم في الإساءة للحديث الشريف .

1- جاء في الحديث ( كلمة عدل ) ، ونحن نعلم أن أعظم الكلمات هي ( لا اله الا الله ) وتفسيرها التفسير الصحيح الذي يجري على منهج السلف الصالح ، فهل الاخوان يقصدون هذه الكلمة أم غيرَها ؟ نجزم أنهم يقصدون غيرها ، فهم يدندنون حول الأموال ، وحول الكرسي ، وحول كذا وكذا من الأشياء التي ينصبون الشِّراك للوصول اليها ، فهم من أبعد الناس عن ( كلمة عدل ) بل هم أصحاب الكلمات الضالة والمضلمة .

2- أيضا كلمة الحق لا يستلزم منها الخروج والمظاهرات ، فنحن نرى أنهم أمام السلطان يثنون عليه ويحترمونه في الظاهر كما نراهم زمن البرلمانات وزمن اللقاءات ، ولكن في الخفاء يؤلبون أفراد حزبهم على الحاكم ويذكرون مساوئه ، وهذا فعل الشياطين والمنافقين ، فلا للحديث فهموا ، ولا للحديث عملوا !!

3- وجاء حديث يوضِّحُ كيفية مناصحة السلطان قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :

( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه ) .

فكما ترى توضيح الرسول الكريم في مناصحة السلطان ، ولكن الاخوان لا يعملون بهذا الحديث لأنه يدمغهم ويفضح طريقهم المعوجة في تحريش العوام على الحكام وما ينتج من دماء وانتهاك للاعراض التي يسعى لها الاخوان المفسدون .

والحديث الاول يوافق الحديث الثاني من جهة المعنى لأنه ( وحي يوحى ) ففي الحديث الثاني فيه السرية التامة في المناصحة ( فلا يبديه علانية ، ولكن يأخذ بيده ، فيخلو به ) فهذه العبارات تسلم من جهة المعنى على كلمة ( عند ) في الحديث الأول ، ولنزداد توضيحا نقول :

إن ظروف المكان تُصَغَّرُ ، وتصغيرُها يفيدُ ازدياد القرب والدنو ، وظروف المكان ( بعد ، وقرب ، قبل ، ... ) نقول : جئتُكَ قبل المغرب ، أفادتْ أن القدوم قبل المغرب قد يكون قبل ساعات ، ولكنك إذا قلتَ : جئتُكَ قُبيل المغرب ، فهي تفيد القرب من المغرب بدقائق او أكثر بقليل ، وقل ذلك في ( بُعَيْد ) ... وأخواتها .

أما ظرف المكان ( عند ) فهو لا يُصَغَّرُ لأن العلة من التصغير هو الدنو والقرب والملاصقة ، وظرف المكان ( عند ) يفيد الملاصقة والدنو والقرب من غير تصغير !

فهل يفقه الاخوان لغة العرب إنْ لم يفْقَهوا شرع الله !!!

فنطالبُ الاخوان أفرادا وأسرا وكتائب - كما يحلو لهم – أن يصالحوا اللغة العربية وألا يخرجوا عليها ، كما خرجوا على منهج السلف وعلى حكام الامة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد