وَفاءُ شاعرٍ
حادِثَةٌ بكى من وقعها الدَّهرُ ، وتناقلها الطَّيرُ ، وشاهد أهلَها البحرُ ! قال عنها المؤرخُ الصفديُّ :
( وواقعةُ المعتمد بن عبَّاد صدعتْ الأكبادَ ، ودكَّتْ لها من القلوب أطوادُ، فإنَّه لم يجرِ على مَلِكٍ ما جرى عليه ولا ذويه ، ولا أُصيبَ أحدٌ بمصيبتِهِ في مُلْكِهِ ومالِهِ ونفسِهِ وبنيهِ ، وما رعتِ الأيامُ له حقوقَهُ ، ولا أَرَتِ الليالي بعد غروبه شروقَهُ ، ولا عَدَتْ أنْ عُدَّتْ بنوه الأملاكَ في السُّوْقَةِ ... ) .
والمُعْتَمِد بن عبَّاد يعود الى بني عبَّاد بطنُ من ( لخم ) ، وجذورُهم من مدينة ( العريش ) في صحراء سيناء ، وهو آخرُ ملوك مدينة ( اشبيلية ) من هذه الأسرة اللخمية .
كان مهتمَّاً بالشعر والشعراء ، وظهر في زمنه ابنُ زيدون ، وابنُ عمَّار ، وابنُ اللبانة ، وكان أبو بكر ابن اللبانة من أخلص الناس اليه وأصفاهم ، وقف معه في محنته ، وداوم على زيارتِه في سجنه الذي أناختْ أيامُهُ ولياليه فيه ، وقال في من الأشعارِ ما يبكي الأصمَّ ، ويرقرق الدَّمْعَ ، وألَّف فيه وفي محنته وأشعارِه تأليفاً أسماه : ( نظم السلوك ، في وعظ الملوك ) ، أمضى ابنُ عبَّاد بقيَّة أيامه في سجن ( أغمات ) بالمغرب ، فلمَّا حانَ أَجَلُهُ قيل :
( أُخْرِجَ من سجن أغمات ؛ ونودِيَ عليه : الصلاةُ على الغريب ) !
فقال فيه صديقُهُ الوفيُّ ابنُ اللبانة :
لِكُلِّ شَيْءٍ من الأشياءِ مِيْقاتُ
..... وَلِلْمُنى مِنْ مناياهُنَّ غاياتُ
انْفُضْ يَدَيْكَ مِنَ الدُّنيا ، وساكِنِها
..... فالأرضُ قَدْ أقْفَرَتْ ، والنَّاسُ قدْ ماتوا
وَقُلْ لِعَالَمِها العُلْوِيِّ قَدْ كَتَمَتْ
...... سَرِيْرَةَ العَالَمِ السُّفْلِيِّ أَغْماتُ .
فجاءتْ هذه الأبيات برائحةِ شواءِ الكَبِدِ من ابنِ اللبانةِ ، فهو الوَفِيُّ للمعتمد بن عبَّاد زمن مُلْكِهِ ، وزمنَ ذُلِّهِ في سجن أغمات ، وهذا قَلَّ ما تجده في شاعرٍ ؛ لأن الشاعر في غالب أمرِهِ وراء حاجاتِهِ ورغباتِهِ ، ولكنَّ ابنَ اللبانة كسرَ قيدَ الغالبِ والشائعِ عن الشعراء !
ومما قاله – أيضا – في المعتمدِ :
يا ضيفُ أَقْفَرَ بيتُ المكرُماتِ ؛ فَخُذْ
..... في ضَمِّ رَحْلِكَ ، واجْمَعْ فَضْلَةَ الزَّادِ
ويا مُؤَمِّلَ واديهم لِيَسْكُنَهُ
..... خَفَّ القَطِيْنُ ، وَجَفَّ الزَّرْعُ والوادي .
إنْ يُخْلَعُوا ، فبنو العبَّاسِ قد خُلِعُوا
..... وقدْ خَلَتْ قبلَ حِمْصٍ أَرْضُ بَغْداد ِ
وحمصُ المذكورة ليستْ حمصَ الشَّامِ ، بل حمصَ الأندلس ؛ وهي مدينة ( اشبيلية ) ، آخرُ مواطن بني عبَّاد اللخميين .
فالدُّنيا عِبَرْ ، والمُلْكُ في النَّاسِ مُحاقٌ وقَمَرْ ، فاتَّعِظْ ، وَكُنْ على التَّوْحيد والسُّنَنْ .
تعرض مطار كركوك الدولي لهجوم شمالي العراق
اكتشاف علمي يمهد لعلاج السرطان دون مضاعفات جانبية
الباكستان تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي
رئاسة الوزراء تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة .. تفاصيل
بدء التشغيل الرسمي لمشروع النقل بين عمّان والمحافظات
الحالة الجوية ودرجات الحرارة المتوقعة الثلاثاء
ترامب يوقّع أمرا تنفيذيا برفع العقوبات عن سوريا
مايكروسوفت: الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء
ممداني يقود معركة عمادة نيويورك
تصريحات أمريكية ساخنة خلف الكواليس: حدود إسرائيل الحالية أوهام
التربية تحسم الجدل بشأن سؤال بمبحث اللغة العربية للتوجيهي
مقطع مضحك من مسلسل أردني يُثير التفاعل .. فيديو
فضيحة طبية تهز جرش .. فيديو وصور
ضبط سائق شاحنة تسبب بتلف 15 كم من الطريق الصحراوي
انخفاض كبير على أسعار الذهب في الأردن اليوم
مهم للأردنيين للباحثين عن عمل .. أسماء وتفاصيل
حرارة تلامس 50 مئوية بسبب قبة حرارية لاهبة .. تفاصيل
هام من الضمان لكافة المؤمن عليهم والمتقاعدين
مدعوون للامتحان التنافسي في مؤسسات حكومية .. أسماء
توجه حكومي لخفض جمارك السيارات المستوردة
وظائف ومدعوون لإجراء المقابلات .. أسماء وتفاصيل
انخفاض جديد على أسعار الذهب محلياً السبت
بلدية إربد تدعو لتسديد المسقفات قبل نهاية الشهر الحالي
أستاذ مخضرم ينتقد امتحان الرياضيات: لم يراعِ الفروق الفردية .. فيديو
استئناف النقل البري بين أوروبا والأردن بعد انقطاع دام 14 عامًا