التدمير الاجتماعي للاستعمار الغربي‎

mainThumb

07-03-2015 09:44 PM

عندما جاء الاستعمار الى البلاد العربية لم يأت بجيوشه فقط، وانما كان يجلب معه الخبراء وعلماء الاجتماع، لأنه كان عاقد العزم على تدمير القيم والعادات التي يعيشها العالم الاسلامي قبل تدميره عسكريا، وتدمير تماسكه الاجتماعي قبل تدمير دولته، فكان نابليون في حملته الأولى الى مصر يحمل معه مطبعة كي يقلب عن طريق الكتاب كل ما اعتاده المسلمون وما عاشوه، وآزر الكتاب أهل الفن والاعلام، عن طريق السينما والتلفزيون،  ومن يومها دخل الفايروس الى مصر وانتشر الى باقي البلاد العربية التي تغذت من الانقلاب القيمي في مصر وبدأ الانحدار.

نظرة سريعة الى ما يسود في مجتمعنا من عادات وقيم  تدرك ماذا فعل الاستعمار بنا، وكيف صنع لنا اتجاهات جديدة وقيما جديدة، فالجري وراء المظاهر في الأفراح والأتراح وفي كل مناحي الحياة حتى لو لم يستطيع مجاراتها..

 وعلى المستوى الشخصي، عظموا في نفوس الناس الكبر الذي لا واقع له، فصار الأفراد يتسابقون للحصول على ألقاب لا تقدم ولا تؤخر، فصار الفرد منهم يتقمص الحرباء في تلونها في كل وسط، وينفخون أنفسهم ليظهروا أكبر مما هم عليه،.. وتصفح بسيط لما يسود في مواقع التواصل الاجتماعي من الادعاءات في تمجيد النفس الذي لا يتعدى تصورات الشخص، والانكفاء على الذات وتجاهل وإنكار الآخر.. يريك أن الاستعمار دخل من هذا الباب  ونجح نجاحا كبيرا.

 

فالمجتمع الذي صُنع بهذا الشكل يكون غير متماسك وسهل الانقياد لما يريده محتله، والفرد الذي وصل الى هذه الدرجة يُستغل ويكون خنجرا في خاصرة أمته، وعلى هؤلاء سادت واستمرت دول الغرب في احتلال بلادنا، فهم حملة عرشهم وجنودهم، واذا طلب منهم محتلهم تنفيذ أقذر المهمات مقابل منصب بسيط أو حفنة دولارات، سينفذ بلا أدنى تردد أو شعور بالحرج، لأنه انفصل عن مجتمعه وأمته وصار يعيش لنفسه ويتوق لأن يسود على الناس بأي ثمن حتى لو لم يمتلك آليات ذلك.

فالدول القطرية المنشأة في العالم العربي، عمقت هذه القيم والاتجاهات الجديدة التي ارتكز عليها الغرب في سوق الجماهير الى حضيرته، واستخدامهم لما يريد..!! ومن هنا سيطروا على مقدرات هذه البلاد عن طريق أبنائها التواقون للفردية والاستعلاء بالمناصب على أبناء جلدتهم حتى لو كان الثمن رهن بلادهم للشيطان، ناهيك عن أجهزة هذه الدول التي لا تنظر لمصالح شعوبها، من خلال قيادات تنفذ ما يطلبه منهم أسيادهم..

فعن طريق هذا التدمير الأخلاقي والقيمي مازال الغرب يسلب الشعوب المغلوبة كل مقدراتها وحريتها وكرامتها، وكل متفلت من ربق الاستعمار، سيحارب من أهله وأبناء بلده بحجة أنه معتد على القيم والثوابت التي زرعها الغرب في بلادنا وقامت عليها الدول القطرية......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد