الكرامة .. هنا نعيش وهنا سنموت - محمد كامل القرعان

mainThumb

21-03-2015 08:21 PM

ذكرى معركة الكرامة ، أيام خوالد في تاريخ الأمة العربية، وشواهد حية لقدرة شعب وقيادة  على رسم تاريخ الوطن بامل وبصورة مشرقة مشمسة ..يومها اعلنها الملك الحسين رحمه الله مجللة مدوية  هنا نعيش، وهنا سنموت، واذا ما قدر لنا الموت فأن الثمن سيكون غاليا.
 
نحن هنا لا نضلل احد، بل هي حقيقة ووقعة شهد لها الداني والقاصي بأن جيشنا العربي الاردني سطر بطولة تاريخية بنفسية جهادية وفدائية عن وطن قٌدر لهل البقاء، فكانت وقفت عز وفخار لملحمة تاريخية رسم حروفها من نور على تراثنا الابي الاردني ..ليبقى الاردن كما كان وشيد جبل شامخ وصخرة تتحطم عليها كل المؤمرات .
 
ولمعركة الكرامة في نفوس العائلة الأردنية أعظم الذكرى واجمل صور الاعتزاز، عندما سطر جيشنا العربي العظيم بعتاده البسيط وعدده القليل مقابل جيش مدجج بالسلاح والعدة والعتاد،  على ثرى غور الأردن الطاهر بدماء أبنائه الزكية أروع ملحمة بطولية تاريخية.
 
فقد سجل جيشنا وابناء الاردن، نصرا تاريخيا على جيش العدو الإسرائيلي المتغطرس، وحطم أسطورته وغروره، إذ نقشت الكرامة الخالدة بطولة جنود الجيش العربي على صفحات التاريخ وعانقت به أمجاد أجدادنا السالفين في حطين واليرموك وعين جالوت، واللطرون، والقدس ومؤتة.
 
وانطلقت الهمة العربية من عقالها العالي لجباهها في الدفاع  عن الإرادة العربية وإعادة الثقة  بالنفس وللمستقبل الزاهر للجندي الاردني والعربي الذي حباه الله تعالى  بقيادة هاشمية فذة  وارثه رسالة الاجداد في الحرية والكبرياء التي فجرها جلالة المغفور له الشريف الحسين بن علي رسالة الثور لعربية الكبرى.
 
وكما جاءت الثورة العربية الكبرى لتخلص العرب من التبعية والظلم والاستبداد جاءت الكرامة لتعيد من جديد للامة كرامتها وعزها وفخارها،  وقد قضى في سبيلها ومن اجلها المغفور له الملك عبدالله بن الحسين مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، وباني مجدها وصانع استقلالها.
 
 وقدم الجيش العربي عبر تاريخه المجيد أمثلة للتضحية والبطولة شهيدا تلو شهيدا ، واخرها استشهاد البطل الطيار النقيب معاذ الكساسبة، فحق لنا أن نتباهى به قوةً وعزة . 
 
في هذا اليوم بالتحديد يجب ان نتكلم كأردنيين ونرفع جباهنا عالية كما هي مرفوعة بعون الله ، على حدث شهد له العالم بالنصر والتخطيط والتنفيذ ، يوم استسبل ابطالنا في معركة هدف منها الطرف الاخر النيل من كرامة امة، اقسمت باللا تنام على الظيم والظلام وان تبدد كل افاك اثيم تسول له نفسه التفكير في وطن ، عصي وقوي وصاحب رسالة خالدة مفادها باننا الاردنيون، وطن واحد وبيت واحد يؤينا جميعا واقسمنا بان لا غالي على الوطن، وترخص له الروح والمال والولد.
 
تعلمنا هنا بقيادتنا الهاشمية الكريمة ان نغدو نسر وصقر في سماء بلادنا، واسد على ارضها، وجند على حماها، لا يهمنا من عادنا ولا نأبه بالجبان ولا التهديد ولا التخويف مهما كان مصدره ومكانه.
   نعم كانت معركة باسلة ، كبد فيها ابطالنا، قوات العدو وخسائر جش الاحتلال 70 قتيلاً وأكثر من 100 جريح و45 دبابة و25 عربةً مجنزرة و27 آلية مختلفة و5 طائرات.
 
وفي قرية الكرامة اشتبكت القوات الأردنية الباسلة ، في قتال شرس بالاسلحة الثقيلة ضد الجيش الإسرائيلي في عملية  أكثر من 16 ساعة، حينها  اصدر جلالة الملك الحسين رحمه الله اوامره للجيش الأردني بدحر المعتدين حتى انهزم  العدو يجروا اثواب الفشل والانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم. و تمكن الجيش الأردني من الانتصار على القوات الإسرائيلية و دحرهم من أرض المعركة مخلفين ورائهم الآليات و القتلى دون تحقيق إسرائيل لأهدافها.
 
ومن أقوال المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال -رحمه الله تعالى – إن إسرائيل لديها المعدات والموارد ولكننا أيضاً نعلم أننا هنا نعيش، وهنا سنموت، وإذا قُدر لنا أن نموت فإننا سنحاول أن يكون الثمن غالياً


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد