عبدالله بن رواحة وتعييرُهُ قريشا بالكفر

mainThumb

19-08-2015 04:05 PM

لقد تسابق الشعراءُ في الدفاع عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعن رسالته  ، فإنَّ قريشا بعد غزوة الأحزاب انفلَّ عَضُدُها ومالتْ إلى الشعر في توظيفه للطعن في رسالة الاسلام وصاحبها – صلوات الله وسلامُه عليه – فانبرى ثلاثةُ أسودٍ يمتلكون ألسنةً كالحِراب ، ووَقْعِ النبل في كُفَّار قريش .

وهم حسَّان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبدالله بن رواحة – رضي الله عنهم أجمعين – وكان لِهؤلاء مَيِّزاتٌ يمتازون بها ؛ فحسانُ بن ثابت هو الأسدُ الضارب بذنبه ، وهو من أثخنهم رمياً وأتعبهم ركضاً ، ولنا رسالةٌ دَفَعْنا عنه تُهْمَةَ الجبنِ التي نسبها له أكثرُ المؤرخين والإخباريين حتى تناقلها اللاحقُ عن السابقِ ، أسمَيْناها :  إشهارُ السِّنان في الذَّبِّ عن حسان  فيها هَتْكُ أستارِ الروايات الطاعنةِ في هذا الصحابي والشاعر الجليل ، وحسَّان هو الذي قال فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما رأى تنكيلَه بقريشٍ وشعرائها كما في صحيح مسلم :  هجاهم حسان فشفى ، واشتفى  ، أما كعب بن مالك فهو من نعته رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : بالشاعرية ، عندما بايعه في مكة ، فلما سمع به قال :  الشاعر  !

وعبدالله بن رواحة هو شهيد مؤتة على مشارف الشام ، هؤلاء هم فرسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ميادين الشعر كما كانوا فرسانه في ميادين الوغى والصَّيْحات .

وكان شعراءُ قريش يُعيِّرون المسلمين بالوقائع والايام والمثالب ! وكان حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم ، فكان ذلك يؤذي قريشا أيَّ إيذاء ، إلا أن عبدالله بن رواحه ما كان يُعَيِّرُهم إلا بالكفر ، فكانوا لا يأبهون له ولا لتعييره !

فها هو يُعَيِّرهم بالكفر في عمرة القضاء بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :

خلو بني الكفار عن سبيله
..... اليوم نضربكم على تأويله

ضرباً يزيل الهام عن مقيله
..... ويُذْهِلُ الخليلَ عن خليلِهِ .

فلمَّا أسلمَتْ قريشٌ ، وتفَقَّهوا في الاسلام ، صار شعرُ عبدالله بن رواحة أشدَّ عليهم من تعييرهم بالمثالب والأيام ، لأن الشركَ هو أُسُّ الشر ، وهو الخِزْيُ  الأبدي ، وهو المُحَطِّمُ لكل فضيلة مهما علتْ وشاعتْ بين الانام .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد