ماذا عن وضع الاردن اذا نفذ اليهود مخططهم .. ؟ .

mainThumb

20-01-2008 12:00 AM

كل هذا والاردنيون غاطّون في سباتهم،
كل هذا الذي يجري في فلسطين المغتصبة من نفاذ مخططات وفظائع يندى لها جبين الانسان والحضارة ، والاردنيون يتلهّون بصغائر الامور وتوافه الشؤون ، قياسا على ما ينتظرهم من اوضاع ومصائر،،.

ما يتم تنفيذه في غزة والضفة هو أبعد واشمل واخطر بكثير.. كثير جدا من اسبابه ودوافعه الحقيقية،.

والانكى.. أن ابواق الضلال واقلام العبودية ، تتعمّد عن سابق تصميم ، التركيز على مجازر اليهود في غزة بذريعة انها رد على اطلاق الصواريخ البدائية ، متجاهلة ما يتعرّض له شعبنا من ويلات وفظائع في نابلس وجنين ورام الله وبيت لحم حيث لا مدافع ولا صواريخ وحيث ينعدم التمييز بين المستهدفين بالاغتيال والتجويع والتشريد والقمع والأسر والملاحقة،،

ان ما يجري ، باختصار هو مخطط مدروس معدّ يستهدف خنق الحياة وسحق مقوّمات العيش والبناء بالنسبة لاصحاب الارض وسكانها الشرعيين،،.

ان «تطهير» الارض من ساكنيها «الغوييم» الاغراب الفلسطينيين ، هو شرط اساس وعقائدي وضروري لنجاح وضمان المشروع الصهيوني ، ومثل هذا التطهير ، يجب ان يحصل ويتمّ بشتى الاساليب وشتى الذرائع ، لا فرق بين ان يكون الاقتلاع والتشريد قسريا كما حدث في عام 1948 أو.. طوعيا كما يحاول اليهود الان ، بدعم ومساندة من القوى الاستعمارية الغاشمة،،.

وهنا يبرز السؤال: ماذا عن وضع الاردن ، في حال كان «التطهير» قسريا أو.. طوعيا؟،،

ان الجواب معروف ومألوف ومجرّب ولا يحتاج الى ايضاح وضرب امثلة،،.

الاّ.. عميان البصر والبصيرة فضلا عن الاغبياء والعملاء من يتوهم ان الاردن ، بلدا وشعبا ، سيبقى في معزل أو نجاة من تداعيات التهجير والتشريد،،

بعض الاردنيين من فلاسفة الغباء وادعياء المعرفة ما زالوا «يبشرون» بالكارثة من خلال تنظيرهم الببغائي ، بتسويغ الانجرار بآفة الاقليمية الانعزالية وبأن الاردن قادر على حماية «حياده» في كل ما يتصل بالشأن الفلسطيني ، غافلين أو.. متغافلين ان الشأن الفلسطيني هو.. في الصميم من الشأن الاردني ، بحكم الاشتراك في وحدة الحياة والمصلحة والمصير ، وهذا أمر طبيعي حياتي ليس لأي كان ، أن يخضعه لرغبات فردية أو مزاجية،،.

هذا يعني.. بكل بساطة ، أن نجاح المخطط اليهودي في «تطهير» الارض الفلسطينية ، ليس من شأنه الاّ استبدال الارض المغتصبة بالارض الاردنية ، شاء من شاء وأبى من أبى،، ففلسطين والشعب الفلسطيني ليس جزيرة شرقي اليابان أو جنوبي استرالي لكي يكون بامكان الاردن والاردنيين ان يكون له او لهم رأي في تداعيات التهجير والتطهير،،

هذا واقع اجتماعي طبيعي ليس للاردنيين ولا للفلسطينيين خيار فيه الاّ بمقدار ما يكون للابن رأي في اختيار والديه،،.

واذا كانت تيارات التضليل والتمويه الاستعمارية اليهودية قد نجحت فيما مضى في تسريب الخديعة اليهودية الى العقول الرخوة ، من خلال التجزئة وترسيخ قواعدها ، فان طارىء الحال الذي نمرّ به الان ، ونكابد ويلاته وعواقبه ، يحتم على ذي ادراك واع وعين سليمة . أن يستيقظ من غفلته ويبادر الى النهوض بواجب مواطنته في حماية ارض الوطن ومصير الأمة ، من خلال اشاعة الوعي والتصدّي الناجع الفاعل للمخطط اليهودي الاستعماري الساعي ، بضراوة لا مثيل لها في العصر الحديث ، الى تبديد وحدتنا وهدم ارادتنا ودفعنا دفعا الى الانزلاق الى قبر التاريخ!!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد