صراخُ الصِّبْيانِ على ما في كتاب الجزيري من البيانِ !

mainThumb

17-11-2015 03:16 PM

 لقد حاول الصغارُ أن يُطيحوا بالجزيري حتى يخلوَ لهم الجوُّ في تلفيق ما يريدون من الخرافات التي هي أقربُ إلى الأساطير وعالم الخيال ؛ فهذا المدعو راشد الأحيوي ينقلُ في كتابه الأبتر( قبيلة المساعيد ) ( 129 – 130 ) عن الخرافي محمد سليمان الطيب صاحب كتاب ( موسوعة القبائل العربية ) خرافةً يندى له جبينُ كلِّ صادقٍ مُحِبٍّ للمنهج العلمي القائم على التحقيق والأمانة  :

 
( وقال الطيب : إنَّ الإبلَ تبصمُ للمسعودي وخاصةً من هو ردٌّ في رَدٍّ أي : من أَبٍ مسعودي وأمٍّ مسعودية ، وأكَّد لي بعضُهم أنَّ البصمَ في نسلِ أولاد سليمان أي : الأمراء ، ومعنى تبصمُ أي : تتوقفُ عن المضغِ والهدبلةِ في المساء ، ويقول البدو عن ذلك :  هدبل جِرَّة فعند الغروب تبدأ الإبل وخاصةً الأصيلة أي : الصافية إذا اشتمَّتْ رائحةَ المسعودي تتوقفُ عن الهدبلة والمضغ ، وترفعُ رأسَها على الفور !! وسألتُ في هذا الأمر ؛ فقال لي بعضُ العارفين من قبائل بلي والحويطات وبني عطية  المعازة  وغيرهم : أنهم سمعوا هذا وجرَّبوه مع المساعيد ، وخاصةً مَنْ هم في ربع أو في نسل الأمير سليمان ، وثبت صحَّتُه ، وقال لي أحدُ الحويطات من البوادي : أنه رأى ذلك كثيرا وقال : المساعيد فيهم نسلٌ طيِّبٌ ومبروك أو جدُّهم كان وليَّا لله ؛ يقصد الأمير سليمان المنطار ، وحظُّهم عند الله جيِّد ، وهذا شيءٌ من الله سبحانه وتعالى كرامةً لهم في الدنيا بين قبائل العرب ) !!!
 
ثم أخذ الخرافي راشد بتأييد ذلك حيث قال ( 130 ) : 
 
( قلتُ  راشد  : هذا الذي سجَّله الأستاذ محمد سليمان الطيب معروف لدى قبائل المساعيد حيثما وُجِدَتْ وهو مستفيضٌ عندهم إلى يومنا هذا ، ولهذه الأسطورة وجود عند قبيلة بني مسعود في بلاد مكة ... ) !!
 
فهذا الخرافي ( الطيب  ) وتلميذُهُ الأحيوي هما الساعيان بكل جدٍّ لإسقاط العلامة الجزيري وما جاء في كتابه خاصةً فيما يخصُّ بطون بني عطية الجذامية ، فهما غيرُ ثقةٍ في علم التاريخ وعلى وجه الخصوص علم الأنساب ، فمن يتبجَّحُ بمثل هذه الروايات الخرافية - التي لا نرتضيها في بني هاشمٍ الذين هم أعلى قدماً من المساعيد وغيرهم – فهل يوثقُ بهم أو يكونُ كلامُهم معتبرا في مثل العلامة الجزيري – رحمه الله - ؟!
 
   وكُلُّ كتابِه على هذا المشرب من الخرافات والتَّكَهُّنات وتلفيق الروايات من هنا وهناك ... ثم يأتي هو وأستاذه الطيب المصري فيتطاولان على قامةٍ علميَّة  الجزيري  شهد لها كثيرٌ من المحققين أنه مرجعٌ في بطون بني عطية ؛ أمثال العلامة والمؤرخ حمد الجاسر – رحمه الله – .
 
فلو سكتَ الجاهلُ ؛ لَقَلَّ الخلافُ ، واستراح الناس !
 
ولكن يأبى هؤلاء إلا الجهلَ والافتراءَ ؛ فهم المشوشون على أنساب الناس ، كما فَعَلَ بعضُ الصبيان حيثُ زعموا أن الترابين قرشيو النسبِ !! 
 
وخالفوا نصوصا واضحةً تدمغُ جهلَهم وتلاعُبَهم بأنساب هذه القبيلة الجذامية العريقة التي نصَّ عليها القدماءُ من أمثال الجزيري : أنها عطويةُ الدم .
 
فإننا لنفرحُ لو كانت أنسابُنا قرشيةً ، ولكن لا نُحِبُّ الكَذِبَ ولا نبتغيه ، ويفرض علينا العلمُ ومنهجُهُ أن نقولَ ما ندينُ اللهَ به من الحقائق الجلية التي تنصُّ على عطوية الترابين ، ويبقى الحُكمُ للتاريخ وفرسانِهِ في معرفةِ المصيبِ من المُمَخْرِقِ ، والله المستعان ، وعليه التُّكْلان .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد