صلحة الروابدة – الرجوب على الفيس بوك

mainThumb

14-02-2016 08:47 AM

ينشغل الأردنيون عادة بكل كبيرة وصغيرة في الوطن أو خارجه، وهذا ليس غريباً ‏على من يحمل الهم الوطني والعربي على كاهله.  لكن موضوع الجلوة حديث ‏الساعة قد أخذ الكثير من النقاشات.  وما أن خبت حتى عاد لها ألقها بالصلحة ‏الأخيرة بين عشيرتي الروابدة والرجوب من بلدة الصريح العزيزة.‏
 
‏  ولقد أكدت جميع النقاشات على أن هذه العشيرة الأبية (الروابدة) وشيخها دولة ‏الدكتور عبد الرؤوف الروابدة قد دخلوا المجد من أوسع أبوابه، وسطرت كلمات الصلح ‏بماء الذهب في صفحات التاريخ لما جاء فيها من كظم للغيظ وعفو عن الناس ‏والإحسان إليهم بإعلانهم أن غريمهم هو الجاني فقط، وتبقى عشيرة الرجوب الأهل ‏والعزوة في ديارهم آمنين؛ فلا جلوة ولا تشرد. ‏
 
وقد كان لي شرف المساهمة بهذا الحراك الفيسبوكي بمنشورين مشيدا بكرم ‏العشيرة وجهود دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة ووعدت أصدقائي بأن أنقل  حرفيا ‏ما كتبوه كتعليقات على المنشورين مقروناً بأسماء أصحابها تكريماً لهم وحفظاً ‏لحقوقهم، مع استثناء التعليقات الخاصة بالمجاملة لي حى لا نخرج عن الموضوع.‏
 
المنشور الأول : " الروابدة عشيرة ورجل دولة بحجم أبي عصام تدخل من أوسع ‏أبواب المجد. اليوم ألغيت الجلوة. أخيراً يمكننا القول أننا بدأنا الخطوة اﻷولى باتجاه ‏دولة القانون.‏‎ ‎‏"  وقد  كانت هناك التعليقات التالية على هذا المنشور: ‏
الشاعرة المعنقية قالت : صراحة خطوة جداً عظيمة وجريئة. وعن دولة أبي عصام ‏قالت: صاحب مواقف وتاريخ عريق.. أنا شخصياً أحترمه.‏
ماهر بيك الخطاطبة  قال " بداية رائعة
نوال قموة قالت :إن شالله القانون فوق الكل. أبو عصام رجل دوله وله‎ ‎تاريخ عريق
كامل عباسي كتب تعليقاً طويلاً بعنوان ضربة معلم. ‏
إيمان القاسم: هل نقول وداعاً للجلوة وحقن الدماء بعد هذا الموقف الواضح والصريح ‏‏..؟
محمد أبو قديري  قال : جميل ورائع ...بداية طيبة
غالب الدقم:والخطوة التالية إلغاء القانون العشائري وتطبيق قانون الدوله على ‏الجميع.‏
محمد الجراح : إذا طبقت فهي خطوة بالاتجاه الصحيح‎.‎
جميل عياش: الله يديم أصحاب الشهامة والقيم الاجتماعية. ويبعدنا عن الجلوه. هذا ‏رجل يسجل له التاريخ في أردننا سِجل حافل وعلي العالم التقيد به.‏
عباس محارمة : جزاهم الله كل خير.‏
محمود الغزو : أحيي من قان بهذه الخطوة. ‏
وقد استفزني تعليق السيد محمد ملحم فناقشته بمنشور  خاص يلي المنشور الأول ‏فقلت فيه: ‏
على خبر الصلحة بالصريح واعتبار الجاني فقط هو الغريم وليس أهله ( لا جد خامس ‏ولا أول) جاء تعليق الصديق‎ ‎محمد ملحم أبو ثامر‎ ‎ليضع النقاط على جوهر الفكرة حيث ‏قال "" بالمناسبة ابو محمد حتى في جديتا وفي الطيبة وفي غيرها من مناطق الأردن ‏سبقنا أبا عصام الذي مجَّد الإعلام ما فعله لجهة كونه شخصية عامة وهو بالفعل فِعْلٌ ‏يستحق الاشادة‎"".  
الفكرة والروعة في مبادرة الروابدة في النقاط التالية أنها‎: 
‏1) جاءت بعد جلوة بمكان آخر جلت فيها الناس عن بيوتها للجد الخامس وهم من ‏نفس العشيرة‎. ‎
‏2) جاءت ليحضرها ويدير بوصلتها شخص رجل‎ ‎دولة بامتياز؛ فرجل الدولة الحق لا ‏تنتهي مهمته بترك منصبه. هنا أستذكر جملة لولدي الدكتور محمد في نقاش معه ذات ‏مرة حول الباشاوات. قال الباشا الصحيح هو من يبقى باشا بعد التقاعد لا أن يصبح ‏بعدها مجرد أبو فلان أو الحاج فلان. الجلوة السابقة موضع الأردن الشاغار كانت ‏بحضور نائب رئيس الوزراء ولم يستثمر معاليه فيها لا الجانب الرسمي أو الشخصي ‏بالموضوع. نعرف طبعا أن الجهات الرسمية أكدت أنه حضر بصفة شخصية‎. ‎
‎ 
‏3) نؤكد حق المسؤولين كأشخاص رسميين الحق في قبول كل الدعوات على الغداء ‏أو العشاء أو جاهات العرس. لكن وبنفس الخط يجب أن يعملوا على إيجاد دورٍ لهم ‏في بناء المجتمع وإصلاحه ﻻ تفسيخه، فواجباتهم لا تنتهي بالتقاعد؛ دولة أبو عصام ‏مثالاً يحتذى به.‏
‏4) بنفس الوقت فإننا ندبج كل عبارات المديح لكل العشائر التي سبقت الروابدة أو ‏التي ستقتدي بها ولا نننسى فضلهم وإحسانهم. فمن سبقها كُثُر طبعاً ولكن ‏الحديث ذو شجون . فكل الأردنيين أبناء عشائر وكتبتُ عن هذا الموضع قبل سنوات ‏مقالاً بعنوان حتى ﻻ تبقى العشائر هدفاً للخازن أو الرنتاوي، مؤكداً أن مسمى ‏العشائر يغطي الأردن من شماله إلى جنوبه.‏
‏5) عندكو انتو عاد فما ستتفضلون به سيكون موضوع مقالي القادم إن شاء الله مع ‏ذكر أفكاركم جميعا مقرونة باسم صاحب الفكرة‎.‎
 
التعليقات: ‏
 
محمد ملحم أبو ثامر: نختلف مع الرجل في الكثير لكن من الإنصاف القول إن مثل هذه ‏الأفعال وسواء صدرت من شخصية عامة أو ممن لا يشير الاعلام لكريم فعالهم هي ‏أفعال تستحق الإشادة لجهة أنها تحافظ على النسيج المجتمعي وتخفف من غلواء ‏المشاحنات التي تنتج عن فعل طائش يكون لا مقصوداً لذاته وبتخطيط وتدبير مسبق ‏أحياناً فيما يكون وليد لحظته في أحايين أخرى‎ . 
في موضوع الباشا والباشوية يطول الحديث ويتشعب فأولا هل الباشوية مجرد لقب ‏مجرد من الأفعال التي ترسخ قيمة حامله أم أن الفِعال هي التي تجعل حتى ممن ‏لم يتقلد منصباً حكومياً باشا بخصاله الطيبة وأفعاله التي تتفق والمروءة والقيم ‏وطيب الخصال ؟‎  
وعودة إلى العطوة التي اشترطت جلوة أهل الجاني إلى الجد الخامس فأقول إن ‏حتى نصوص صك العطوة كانت تحمل صيغاً مستبدة ليس يبررها ما يدعى انه الحرص ‏على وقف تداعيات جريمة القتل التي بسببها أعطيت العطوة‎ . 
أما حضور نائب رئيس الوزراء وزير التربية وترؤسه للجاهة وحتى ولو كان كما إدعى ‏الإعلام بصفته الشخصية فهو يحسب على الجانب الرسمي ويرى فيه البعض وأنا ‏منهم رغبة لدى هذا الجانب للإستثمار في المشاحنات العشائرية الناتجة عن ‏الحوادث حتى الاعتيادي منها لجهة صرف الأنظار عن كثير مما يحتاج تركيز النظر فيه.‏
‏ إيمان القاسم : نقاط جداً رائعة ينبغي الاشادة بها ، وقبل أسابيع فتحت الموضوع يا ‏استاذ طلال وكتبتَ عنه لتأتي هذه الحادثة وتؤكد ما رميت إليه أن القانون هو الفيصل ‏في هذه الأمور ولا للتجني على بقية العشيرة إن أخطأ أحدهم.‏
عمر قديسات أبو صهيب:  ‏‎ 
آمل كغيري من أبناء الوطن بشكل عام وأبناء العشائر بشكل خاص أن تكون هذه ‏المبادرة التي أبرزها الروابده كونه شخصية عامه، ورسمية بنفس الوقت. وقد سبقه ‏لها غيره، آمل أن تتأطر وتأخذ طابعاً رسمياً جاداً حتى تأخذ مجراها الحقيقي وتصبح ‏ثقافة مجتمع وليست هبّة ريح‎ ‎عابره أو فزعة مؤقته ربما تسقطها بعض عادات و ‏تقاليد ليس من السهل الغاءها بمجرد أن البعض طبقها، فعند الواقعة تلغى العقول ‏والمعقول وتنحاز المشاعر لفيض الغضب ... لذا يجب تسويق البادرة حتى تصبح عرفاً ‏و ثقافة اجتماعية ولن يقوى‎ ‎‏ على ذلك إلا القانون بمؤازرة الإعلام والمثقفين وأصحاب ‏الشأن والجاه‎ .‎
غالب الدقم: لماذا انتظرت الدوله كل هذه الفترة عن المآسي التي تسببها الجلوة ‏لتصدر قانوناً صارماً يمنعها ويعاقب مرتكبيها‎ ‎‏. ‏
 
الخاتمة
لا بد من التأكيد  على هذا الأمر ليس لمدح عشيرة الروابدة وهي تستحقه عن ‏جدارة، أو لكيل عبارات الثناء لدولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة التي يستحقها كذلك، ‏لأن هذا ليس الموقف الأول لدولته، ولن يكون الأخير، فهناك الكثير من المناسبات ‏التي رأب فيها الصدع بيين العشائر وأعاد للناس وفاقها وفض الكثير من النزاعات.  ‏إنما كتبت ما كتبت  حتى يقتدي الناس بهذه المبادرة، فهم في شوق لإعلان مبدأ ‏‏"أنه لا قانون فوق قانون الدولة". أردت أن يدرك الجميع أهمية الجرس الذي علقته ‏عشيرة الروابدة ليقتدوا به.    ‏
 
كل الشكر لمن شاركني الرأي من أصحاب النظر الثاقب من أصدقائي الرائعين على ‏الفيس بوك، وحياكم الله جميعاً. ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد