خريطة تقسيم سورية بتوقيع أمريكي

mainThumb

02-03-2016 12:01 PM

كان للعوامل الخارجية تأثير كبير في بروز وإستفحال الأزمة السورية التي أريد لها أن تضرب في الصميم وحدة سورية، وإعادة رسم وهندسة الخارطة السياسية في المنطقة بمنطق سايكس بيكو جديدة، قوامها التقسيم الطائفي، فبعض الوثائق السرية التي سربتها جهات غربية لها علاقة بأجهزة المخابرات، تكشف عن مؤامرة كبرى كانت تجهز لها أمريكا وإسرائيل بدعم غربي لتقسيم سورية وإنشاء ما يسمي بالشرق الأوسط الجديد.
 
أعلن المجتمع الدولي وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة فى سورية تمهيداً لإستئناف حوار "سوري- سوري"، يهدف لحل سياسى للأزمة والصراع في سورية، وفى المقابل استبقت أمريكا كل الجهود لتلوح للمرة الأولى بتقسيم سورية فى حال فشلت تلك المفاوضات، وهو ما يكشف بوضوح أن حديث البيت الأبيض عن وضع خطة بديلة "ب" لتسوية الأزمة السورية قبل مغادرة الرئيس أوباما منصبه حديث مدروس بعمق، فإذا كان أوباما متردداً فى حل الأزمة السورية ومواجهة تنظيم داعش والقوى المتطرفة فهو الأن يقف فى مفترق طرق بعد دخول روسيا على خط الأزمة من خلال ضرباتها المستمرة مما أحرج امريكا وحلفائها، كما وضع المعارضة المسلحة في حالة حرجة وحرمها من تحقيق هدفها الرئيس وهو الإطاحة بالرئيس الأسد، واستطاعت روسيا بتدخلها العسكري أن تحدث توازن فى ميزان القوى بين المجموعات المسلحة والجيش العربي السوري، وهنا شعرت وأدركت الإدارة الأمريكية بالخطر المحدق، مما إستدعى أن تبدأ بالفعل دراسة تقسيم سورية بين المجموعات المتنازعة فى محاولة لحل الأزمة من وجهة النظر الأمريكية، وأكد ذلك وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون بقوله  "يجب أن ندرك أننا سنشهد قيام جيوب مثل علويستان وكردستان السورية ودروزستان السورية"، كما بيّن بأن التقسيم هو الحل الممكن الوحيد، وذلك لضمان التفوق الإقليمي الإسرائيلي في المنطقة.
 
بالتأكيد ليس كل ما تريده أمريكا يتحقق ما دام هنالك شعب حي وإرادة تقاوم، ومن هنا فإننا مطمئنين إنه لن تنقسم سورية وذلك لوجود صمام أمان يمنع التقسيم وأقصد به الجيش السوري وفصائل المقاومة، لأنها دائماً في المرصاد ضد أي محاولة تستهدف وحدة سورية أرضاً وشعباً، ومن هنا نقولها للسوريين أطمئنوا فلا تقسيم لسورية ما دام الجيش موحداً، لانه ليس في صالح أي أحد تقسيم البلاد والخضوع لمخططات الغرب والتي تحاول تمزيق المنطقة وتقوية حليفتها الإستراتيجية إسرائيل، وعلى الرغم من حجم الدمار الذي أفرزته حرب الإستنزاف للدولة السورية، فما زالت سورية قادرة على أن تبرهن للجميع أنها قادرة على الصمود والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والإنتصارات التي يقدمها الجيش السوري بعقيدته الوطنية والقومية والتي إنعكست مؤخراً بظهور حالة واسعة القلق للمليشيات والقوى المتطرفة، وإستعاد الكثير من المواقع التي كانت قد إستولت عليها في وقت سابق.
 
إن الحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين بأننا أمام مرحلة جديدة نابعة من موازين القوى الجديدة التي فرضها الحضور الروسي في الميدان السوري والإنجازات الكبيرة التي حققها ويحققها الجيش العربي السوري  بدعم من حلفائه، وهذه المرحلة تؤشر إلى أنّ الأزمة في سورية دخلت في مسار إنحداري تقترب فيه سورية من تحقيق الإنتصار الكبير على أعدائها الإرهابيين والدول الداعمة لهم، ونحن واثقون أننا سنعبر هذه الأزمة وتحويلها إلي منحة نستفيد منها ولن يستطيع أحد أن يهزمنا مهما اشتدت الأزمات التي نواجهها، وأن ثقتنا  في الشعب السوري ليست فقط في قدرته على تخطي الأزمات بل أن كلمة السر في هذه الثقة العالية هي إيماننا بقدرته على تجاوز المشكلات..
 
مجملاً.... إني على يقين تام إن سورية ستنهض من جديد مهما حاولت أمريكا وعملائها من دعم المسلحين المتطرفين في المنطقة وستنتصر إرادة الشعب السوري، ولا رهان سوى على وحدتنا وثوابتنا الوطنية وإنتمائنا لأرضنا، والوقوف صفاً واحداً لحل جميع مشكلات الوطن وتضميد جراحه، فهو السبيل الوحيد الذي يمكن للجميع من عبور هذة الأزمة ونتائجها.
 
Khaym1979@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد