سورية .. لا تسقط

mainThumb

07-04-2016 09:50 AM

من الخُرافات أو الأوهام التي ترددت في السنوات الأخيرة، مقولة إسقاط سورية، لكن في الإتجاه الآخر يجب أن لا ننسى بأن  التعبيرات التى تقال بكثرة هو القول بضرورة "ألا تسقط سورية" وكان آخرها ما صرح به السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك إنه: "في حال سقوط دمشق، سيرتفع العلم الأسود والأبيض المروع لداعش فوق سورية" وتابع، "خلال شهور بعد سقوط دمشق، سيسقط الأردن ولبنان"، واعتبر أن تنظيم داعش سيتوجه بعد ذلك إلى أوروبا، أما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال "إنه في حال سقوط سورية في أيدي الأميركيين والتكفيريين ستحاصر المقاومة، وسوف تدخل إسرائيل الى لبنان لتفرض شروطها عليه وسيعاد إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي، كما ستضيع فلسطين والقدس وغزة، كما إن الدول العربية ستبكي ندماً إذا سقطت سورية مثلما ندم الجميع على سقوط الأندلس في السابق، لذلك علينا الخروج من العباءة الأميركية التي تنفذ مخطط الشرق الاوسط الكبير وتنفذه بمساعدة الدول الخليجية خاصة.
 
لا شك بأن سورية لا تسقط! سورية موجودة منذ الأبد، وسوف تظل باقية رافعة هامتها إلى الأزل، فهي لم توجد باتفاقية أو قرار دولي، فدمشق موجودة منذ آلاف السنين، وهي أقدم عاصمة في التاريخ، ومركز ثقل.. بالنسبة للحضارة الغربية، وتملك سجل عظيم يحتوي على تاريخ وإرث حضاري عريق، إذاً سورية لا تسقط! فسورية هي عمود الأمة العربية، حيث لا قدر الله إن مس سورية ما مس غيرها من دول المنطقة، ستتحول الدول العربية إلى قبائل ذات أعلام فقط، فأمن واستقرار سورية تصب في مصلحة جميع الأمة العربية، إذا سقطت سورية كما كان مخطط، لإنتهى أمر الشرق الأوسط، فالعمليات الإرهابية تدل على وجود جهة تتربص بسورية، وأن هناك من يريد أن يفتتها ويضعفها، كون سورية مفتاح السلام في المنطقة.
 
 لا تزال سورية تخوض حربها الشرسة من أجل بقائها والحفاظ على وجودها،  فهي تقاوم إرهاباً هو أشد إرهاباً تشهده الإنسانية على مر العصور، فاليوم سورية تواجه معركة شديدة أمام الغرب وحلفاؤه من قوى الشر، حماية ليس فقط لأرضها وشعبها، وإنما حماية للأمة العربية والإسلامية، كل ذلك يتم لأسباب واهية ومصطنعة تحت ستار محدد وهو «إسقاط الرئيس الاسد ونظامه»، والذي يعني إسقاط الدولة نفسها والقضاء على شعبها وعلى تاريخه وحضارته بكل ما تحمله الكلمة من معانى ودلالات.
 
في هذا السياق إن الهجمات الإرهابية التي تجري في سورية لا تنم سوى عن حالة اليأس والإحباط التى وصلت إليها هذه المجموعات، أمام إصرار سورية وشعبها على المضى فى طريق اختاروه نحو إستعادة المكانة التاريخية الجديرة واللائقة بسورية، بعد أن اعتقد أصحاب الأوهام من داعش والقوى المتطرفة الأخرى والمتاجرين بالدين، ومن يقف خلفهم أن بإستطاعتهم تغيير حقائق التاريخ وإختطاف إرادة هذا الشعب العريق الذي قدم التضحيات تلو الأخرى وبنى الحضارات وصنع الأمجاد للأمتين العربية والإسلامية، لن يزيده الإرهاب وكل الأقزام إلا عزماً وتصميماً لا يلين على إجتثاثهم وإستئصالهم أينما كانوا وحلوا، كما أنها لن تزيدنا إلا تمسكاً بسورية والوقوف معها بكل قوة لتجاوز هذه الظروف التى أوجدها الإرهابيون، والعمل معاً للإنتصار على تلك الشراذم المتفلتة الخالية من أى معنى للكرامة والشرف والانتماء.
 
في السياق ذاته إن السوريين لا يخشون الإرهاب، لأنهم شعب لا يهاب الموت بل نجدهم يقفون ويشاهدونه، وكأنهم يشاهدون مشهداً سينمائياً، وهذا ما أذهل هؤلاء المحرضين للإرهاب والفوضى الخلاقة، فلو حدث ذلك فى دولهم لصرخت شعوبهم ولزمت مساكنهم لأسابيع، فالشعب السوري لا يهتز مما يحدث أمامه من إرهاب بل يستمر فى حياته الإعتيادية، وكأن شيئاً لم يحدث، في إطار ذلك  يمكنني القول إن المراهنين على تمزيق وحدة أبناء الإقليم السوري بأنهم واهمون وخاسرون والذين يراهنون على إنتصار داعش والمليشيات المسلحة في سورية لا يعرفون مصلحتهم لكن الكراهية والحقد الذي يغلي في صدورهم هو الذي يدفعهم الى هذا الرهان، إن هذه الأعمال الاجرامية لن تنال من عزيمة الشعب السوري مهما غلت التضحيات في سبيل ان تبقى راية سورية عالية خفاقة في سماء العروبة الصافية التي لن يعكرها هؤلاء المتخاذلون والمتأمرون على هذه الامة وكرامتها وعنفوانها.‏
 
مجملاً...إن سورية ستظل صامدة في مواجهة الإرهاب الأسود، الذي يحاول النيل من أمن واستقرار شعبها العظيم بمسيحييه ومسلميه، الذين طالما برهنوا للجميع علي أن وحدتهم ستظل قائمة شاهدة علي عظمة هذا البلد الذي يؤمنون أنه سيظل وطناً لنا جميعاً نسكن أرضه ويسكن وجداننا، وبإختصار شديد، إن سورية هي العقبة الحقيقة فى المنطقة  وهي الثقل .. لنحافظ على سورية وعلى جيشها حتى نحافظ على استقرار وأمن المنطقة بأكملها.
المجد لسورية، والخلود لشهداءها، والخزى والعار للإرهاب والإرهابيين وأعوانهم....!!
 
Khaym1979@yahoo.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد