لا بد من العدل والقانون الآن

mainThumb

24-12-2016 12:32 PM

 يقول ميكافيلي في كِتابه الأمير الذي قال عنه بعض رجال الكنيسه : أنه فأر سقط من جهنم ليلوث الأرض ( لأن يخشاك الناس أفضل من أن يُحبوك ) .

 
أنا شخصياً لا أخفيكم مُقتَنِع ببعض كلمات ميكافيلي والتي تُنادي بضرورة ممارسة القوه والجبروت مع البعض , فالبطوله أن تُعامل الجميع بِحُب وَوِد وكرامه وبالمُقابل يَجِب أن تكسر اليد التي تتمادى عليك أو على الوطن والمال العام ولا بد من كبش فداء يُسيء كل فتره تُضحى به ليتربي غيره ويكون عِبره للباقيين لتستقيم الأمور .
 
في الحكايه الأسطوريه يُقال أنه وعلى مدخل إحدى القرى كان ثعبان ضخم يعيش منذ عشرات السنوات وكان لا يجرؤ أحد من سكانها على المرور من جانبه أو التعرض له وكان أهل القريه يكرهونه ويحقدون عليه وبالمقابل يحسبون له ألف حساب , سئم هذا الثعبان كُره الناس له وحقدهم عليه وقرر أن يتخلى عن الشر وأن يعاملهم معامله حسنه ليتعايش معهم فتوجه إلى راهب وطلب منه أن يُعلمه كيفية الوصول لقلوب الناس فقال له الراهب : توقف عن إيذائهم وخالطهم بالحُسنى وشاركهم بأمور حياتهم فقال له الثعبان ولكن لا أحد يجرؤ على المرور بجانبي فقال له : قم بالتقرب منهم بالتدريج وإظهر عليهم حتى يعتادوا وجودك ولا يخشوك فقام الثعبان بالظهور أمام جُحره فأخذ الناس يهربون منه في اليوم الأول والثاني وعندما لاحظوا أنه لا يؤذيهم أخذوا بالتقرب منه كثيراً ومحادثته ولمسه حتى إطمئنوا له وفي يوم من الأيام وبينما هو مستلقي بجانب جُحره حضر أحد الأطفال وقام بتهشيم وجهه وجسده بواسطة حجر كبير فتوجه إلى الراهب ليخبره نتيجة معاملته للبشر بالحسنى وبالحب فقال له الراهب : نعم صحيح عامل الناس بالحب والخير وشاركهم ولكن لابد بين الحين والآخر أن تلسعهم ليعلموا أنك مازلت موجود .
 
أتسائل لماذا وصل البعض منا لهذه الدرجه في إستباحة الأردن ومنجزاته والنيل منها وما حَصَل بالأمس القريب ليؤكد ذلك , هل هو تهاون السلطه وعدم قدرتها على تطبيق القانون وتراخيها في إنفاذه ..؟
 
أتسائل أيضاً مالذي جعل دوله ناشئه كالإمارات العربيه المتحده أن تصل بِرُقيها وحضارتها إلى مصاف الدول المتقدمه جداً في العالم ...؟ برأيي هو إنضباط من يقيم فيها من خلال تطبيق القانون بلا تمييز من الدوله وإلتزام الجميع به حتى وإن كان وافداً للعمل بها أو السياحه إليها .
 
مشكلتنا في الأردن هي بأُولئك الذين يديرون البلاد من المسؤولين بلا إداره ولا فهم بمصلحة البلاد والعباد فقاموا بالتضيق على المواطن من خلال الضرائب والغلاء وتدني مستوى المعيشه والرواتب وعدم تقديم الخدمات والذي نتج عنه حِقد كثير من الناس قَلَ لديها الإنتماء خاصه وهي تشاهد تنامي الفساد وإنتشاره في دوائرنا ومؤسساتنا فلا قانون يُحاكمهم ليردعهم فكانت نتيجة ذلك تفلت بكل نواحي الحياه الإجتماعيه والإقتصاديه وتخبط في السياسه والتصريحات وحتى في الإعلام .
 
الآن يجب على الدوله أن تعيد حساباتها وأن تنتهج نصيحة الراهب للأفعى كأسلوب إداره للوطن فتحتضن المواطن وتقترب منه لتعطيه حقوقه وتوفر له العيش الكريم وتُحاسب بنفس الوقت الفاسدين والمتنفعين من المناصب العامه ومن تسول لهم أنفسهم بذلك لتبقى هيبتها موجوده ولا ينال منها أحد .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد