ربما تخيلت إسرائيل المدعومة من الغرب، أنها قادرة على تنفيذ عملية إرهابية كبرى ضد عناصر الجيش السوري وتكبيده خسائر كبيرة، في الوقت الذي يحقق فيه الجيش الإنتصارات الباهرة والمتلاحقة التي يسطرها في حربه المقدسة ضد فلول الإرهاب والإجرام والتخلف والجهل ممثلة بظلامي العصر داعش والقوى المتطرفة الأخرى، وفي الوقت الذي تتحقق فيه مصالحات وطنية على امتداد المدن والمناطق السورية، ولكن تحطمت أحلامها وأربكت حسابات الغرب وافشلت جميع مخططاتهم ومشاريعهم ليقضي الجيش على أمالهم في إنتصار حليفتهم القاعدة الإرهابية ، بعد حادثة إسقاط الطائرة الإسرائيلية في سورية.
نجح مقاتلو الجيش السوري في أن يرفعوا رأس بلادهم، ويثبتوا للعالم بقدرتهم على النصر، ويثبتوا مجددا أن السوريين هم سادة الدفاع الجوي ، في هذا السياق أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة إسرائيلية إف 16بعملية فائقة الإحترافية، بعد أن أغارت على إحدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى، ودخلت ضمن المجال الجوي السوري، حيث تمّ إسقاطها بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات، وأصابت الطائرة بدقة مما حولها الى كتلة منصهرة وتناثر حطامها على إمتداد المنطقة، وعقب ذلك أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عقد رئيس الأركان اجتماعاً خاصاً لتحديد كيفية الرد على الأحداث ويعتبر الاعتراف الإسرائيلي بسقوط إحدى طائراته الأول منذ حرب تشرين في عام 1973. وبذلك يكون إسقاط هذه الطائرة فشل للمخططات الإسرائيلية الغربية في سورية والمنطقة بأكملها، ويفتح الباب لحلّ الأزمات المتصاعدة وعلى الأخص الأزمة السورية.
وعلى الجانب الآخر حرر الجيش السوري وحلفاؤه عدداً كبيراً من البلدات والقرى والمزارع في أرياف حماة وحلب وإدلب، بما في ذلك مطار أبو الضهور، وتكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا الإنجاز من كونه ينهي وجود تنظيم داعش الإرهابي وأخواته من جبهة النصرة في محافظتي حماة وحلب، كما أنه يؤمن عدداً من طرق المواصلات والإمداد بين محافظتي حماة وحلب، ويربط المحافظتين بالبادية السورية وصولاً إلى الحدود العراقية. في إطار ذلك إن الجيش السوري من إنتصار إلى إنتصار رغم تكالب العملاء والتدخلات الخارجية من أجل تفتيت سورية والمنطقة.
في سياق متصل... وبناء على التهديدات والتحديات الجديدة التى تواجه سورية والمنطقة بشكل عام، أخذت القوات المسلحة فى تطوير وتحديث منظومتها العسكرية المختلفة لحماية أمنها من أي عدوان، ومجابهة أى تهديد والقضاء عليه، سواء كان تهديداً خارجياً أو داخلياً، فالجيش يمتلك في صفوفه منظومات صاروخية للدفاع الجوي، تعتبر الأحدث والأقوى في الشرق الأوسط، حيث جرى الحديث مؤخراً وعبر أحد المواقع الإلكترونية المقربة من "الكرملين"، عن إمتلاك سورية لمنظومة الـ "إس 300 " ، والتي تعتبر من أقوى منظومات الدفاع الجوي في العالم.
في ذات السياق....إن عجز اسرائيل وحلفاؤها في هزيمة الجيش السوري، وعدم كسر محور المقاومة الذي يتضح الآن إنه زاد من قوته وجعل رهان أمريكا على اسرائيل وحلفاؤها من الجماعات المتطرفة خاسر وفاشل، وبذلك تكون قد خسرت في سورية مصداقيتها وقوة آلتها العسكرية، وهنا لا بد من الإقرار بفشل الرهان الغربي وتجاوزه للواقع، وإنطلاقاً من ذلك تبدو المهمة الأمريكية في سورية عسيرة وغير قابلة التحقيق، حيث يصعب عليها تمرير مشروعها، بسبب شدة الضربات الجوية الروسية والتقدم الكبير للجيش السوري وبسالة أفراده، ولذلك فلا يبدو أمام أمريكا وأعوانها من خيار للخروج من هذا المأزق الذي أوقعت نفسها به سوى التوصل لحل سياسي في سورية، لا يتحقق إلا عبر جلوس جميع الفرقاء السوريين على طاولة الحوار وبعيدا عن التدخلات الأمريكية والغربية.
مجملاً..... ان اسقاط الطائرة الإسرائيلية انجاز كبير للدفاع الجوي السوري ،كما هي بمثابة رسالة لمن يعنيه الامر بان العدوان على سورية ليس نزهة كما يتوهم البعض، وأن الأسابيع والأيام القادمة من شأنها أن تحمل المزيد من التطورات، حيث تبدو أكثر من جبهة مرشحة للتصعيد في ظل الوضع الأمني والعسكري المعقد، والذي يشبه عاصفة ما قبل العاصفة بانتظار كيف سيترجم الجيش السوري وحلفاؤه تحضيراتهم المنتظرة على أرض الميدان.
وأختم مقالي بما قاله الرئيس الأسد بأن التاريخ سيتوقف طويلاً أمام ما يقوم به الجيش السوري الذي يقاتل للحفاظ على حدود سورية وأرضها وأمن شعبها واستقرارها، وأن الشعب السوري هو الذي سينتصر وهو الذي سيهزم أعداءه مهما حاولوا ومهما فعلوا.