ملكة الياسمين

mainThumb

17-09-2018 10:23 PM

لقد ثبت انسانيا وحضاريا وتاريخيا الدور الرئيسي والكبير للمرأة في تجذير الفطرة الإنسانية على الأرض، وهي التي تتسم بالخير والعطاء والبناء، ولقد كان لها دورا أساسيا في البناء الحضاري الإنساني عبر التاريخ.
 
       وإن المجتمعات التي أعطت للمرأة دورها في المشاركة في التخطيط والبناء الحضاري، وممارسة حقها في العطاء والتنمية، كانت مجتمعات ناجحة على جميع المستويات، ولكن تلك التي سيطرت عليها أنانية الرجل، وحرمت المرأة من ممارسة حقها والمشاركة في العطاء والبناء والتنمية، كانت مجتمعات تفتقر إلى الجانب الإنساني والحضاري فيها، وتلك التي  مارست المرأة فيها دورها في الظل،  تحت تأثير المجتمع الذكوري الأناني، كان دورها سلبيا، نتج عنه الكثير من الأخطاء والسلبيات، والتاريخ خير شاهد.
 
        يضرب الله مثلا في المرأة الصالحة، ويمتدح دورها الخيّر الإنساني، مريم بنت عمران، حين تتمنى والدتها أن تلد ذكرا لخدمة الرّب، فتضع أنثى، فيجعلها الله في خدمته، ويجعل منها سيدة في العالمين، وزوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أمهات المؤمنين، والصحابيات الجليلات، يتعلّمن ويعلّمن دين الله للرجال والنساء، ويشاركن في بناء المجتمع والدولة الإسلامية الناشئة،  وكم من امرأة كان لها دور أساسي فاعل في البناء والعطاء والتنمية عبر التاريخ؟ فهنّ الأمهات المربيات، والأخوات والبنات الحانيات، والزوجات المساندات.
 
       فلماذا تقوم الدنيا ولا تقعد عندما تحاول المرأة القيام بدورها الأساسي في البناء الإنساني الحضاري، وتشارك الرجل ذلك الدور؟! إنها أنانية المجتمع الذكوري، الذي لا يستطيع تقبل المشاركة، أو كينونة المجموعات الفاسدة التي ترفض الإصلاح والبناء.   
 
       فيا ملكة الياسمين لم تُخلقي لتُحيّدي، أو تكوني في الظل، فالياسمينة تعشق النور والشمس، لتكبر وتنشر أغصانها، وزهرها، وعطرها في كافة الأرجاء عطاءً وبناءً، تستمد قوتها من مليكها ،وأميرها، وعزيمتها في البناء والعطاء الإنساني الحضاري.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد