قمة اقتصادية في محيط مدمر

mainThumb

13-01-2019 11:15 PM

السوسنة - تعقد القمة العربية التنموية والاقتصادية في العاصمة اللبنانية بيروت خلال أيام قليلة، على طاولتها ملفات كبيرة، للنهوض بالانسان العربي الذي يعاني الفقر والجوع والحرمان والتهميش والتضييق.

 
القمة التي ستعقد تحت عنوان "الانسان محور التنمية"، في وقت يقتل فيه الانسان بكل قسوة ووحشية بلا محاكمة وبلا ذنب في بلدان ساد الرعب بين سادتها، وانتشر الفقر في أزقتها، وعم الجهل في مدارسها وجامعاتها، وفاحت رائحة جثث القتلى من شوارعها لا تجد من يسرع باكرامها بدفنها.
 
بلادنا العربية تحول بعضها إلى "أشباه دول" لا قيمة للإنسان فيها، ولا مكان للحرية والتحرر، عنوانها الحروب والتآمر، الاخ يقتل أخيه ويغدر به، والفقر يفتك بسكانها، والفساد يقهر كرامها، والشباب يعيش في مستقبل مظلم، وقهر مطبق، تنهشه المخدرات وتفترسه البطالة ويغتاله الفساد ويخرسه الطغيان.
 
ورغم التطور العلمي والتكنولوجي الا أن العالم العربي ما زال يئن تحت وطأة الأمية، اذ تشير التقارير الاحصائية الى أن حوالي 70 إلى 100 مليون نسمة، يُمثلون ما نسبته 27 في المئة من مجمل السكان لا يعرفون القراءة والكتابة.
 
وان عدد من يرزحون فيها تحت خط الفقر المدقع أكثر من 55 مليون نسمة، ومنها نحو31 في المئة من مجموع الكفاءات والعقول التي تهاجر من البلدان النامية نحو الأقطار الغربية، كما أن نحو 50 في المئة من الأطباء، 23 في المئة من المهندسين، و15 في المئة من العلماء العرب يفضلون الهجرة على البقاء في أوطانهم العربية، وتستقطب الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وكندا نسبة 75 في المئة من العقول العربية الإبداعية المهاجرة، ووفق التقارير الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجامعة الدول العربية فأن أكثر من مليون ونصف المليون خبير واختصاصي عربي يعملون فى الدول المتقدمة، بينهم600 ألف من حملة الشهادات العليا.
 
عالمنا العربي اليوم، ينزف دماً غزيراً، على قادته قبل التفكير بالنهوض به اقتصادياً، العمل على ايجاد البيئة الخصبة لذلك، من خلال انهاء حروبه الداخلية وتحقيق المصالحات الوطنية، وتعزيز حرية الانسان ومبادئ الديمقراطية، والاهتمام بالتعليم والصحة وانهاء مظاهر الطائفية في بعض بلدانه بتعزيز مبدأ المواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية في الفرص وسيادة القانون. القمة الاقتصادية التي ستعقد في بيروت على وقع خلافات كبيرة سواء عربية معقدة أو لبنانية داخلية تتعلق في تأخر تشكيل حكومة جديدة ورفض طيف لبناني واسع لمشاركة ليبيا فيها، وتجاذبات حول مشاركة سوريا، اعتقد انها لن تستطيع ان تحقق طموحات الشارع العربي الكثيرة، الا انها ستكون نواة انطلاق عمل دبلوماسي عربي جديد يدعو لاعادة سوريا الى الحضن العربي مجدداً ومحاولات جادة للنهوض بالتنمية العربية الشاملة وان لم تتحق، فيكفي العرب في زمن الظلمة والتردي شرف المحاولة التي ربما ستتحق يوماً ما..!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد