سر النداء

mainThumb

06-12-2019 09:48 AM

مخلوق له مطلق حرية الاختيار{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً }، خلقتهم وأعلم ضعفهم، ومنحتهم حرية الاختيار وأعلم أنهم سيخطئون، { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } (سورة البقرة 30)، نعم... { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (سورة البقرة 30).

 
       وبين الكفر والإيمان، وبين الطاعة والمعصية، وبين الجد والفتور، يتقلب الإنسان، وربما في قمة كفره يكمن نداء الإيمان له، وفي معصيته نداء التوبة والطاعة، وفي فتوره نداء الجد والاجتهاد في العمل، ولذلك النداء أسرار، قد نعلم بعضها، وتستتر أخرى في طيات الحياة، نبحث في كنهها، علها تفتح لنا الباب كلما أغلقناه.
 
       من يقترب شبرا، يقترب منه الرّب ذراعا، ومن جاء مشيا، يأتيه الرّب هرولة، أما من يقف حيث هو، فيناديه الرّب إليه مسرعا يحث الخطى إليه، فَسِرٌّ هنا أو هناك يكمن خلف هذا النداء، ابتسامة في وجه مهموم أدخلت السعادة إلى قلبه، كلمة طيبة طيبت خاطرا، دراهم معدودة فرجت كربة، اماطة أذى عن طريق، خطى قليلة لمساعدة إنسان عاجز، دمعة خشية في لحظة عابرة، دعاء صادق من مسكين، لحظة بر في الحياة وبعد الموت للوالدين، ركعة خشوع في ظلمة الليل، دعاء جامع وافق ساعة استجابة، مجاهدة نفس لترك معصية و فعل حرام، نفس لوامة، صبر ساعة، لحظة يقين، حفظ ود بين زوجين، صلة رحم، زيارة حبيب تحبه لله وفي الله، كف أذى، كظم غيظ، عفو، احسان إلى انسان أو حتى حيوان، وغيرها الكثير.
 
       فاحرص في خضم جريان ماكينة الحياة المتسارعة المتقلبة، احرص على أن يكون لك سرا لنداء إلهي كريم، يفيض عليك من رحماته واكرامه وقربه وطاعته ما يخفف عنك كبد الحياة وعنائها، تعلم الابتسامة، مارس الكلام الطيب، لا تحقرن من المعروف ولو كان ذرة من خير، المسارعة إلى التوبة بعد المعصية مهما تكررت،


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد