هبوط أم تحليق اضطراري

mainThumb

19-04-2020 11:47 PM

نعم، كل المؤشرات تدل على أن تغيّرا على المستوى الوطني، والاقليمي، والعالمي، قادم لا محالة بعد هذه الجائحة، فالغالبية تعي ذلك وتصدقه.

أما التفاؤل، ومحبة الكلام الجميل اللطيف، فهذه سمة إنسانية مجبولة مع فطرته، أكدت عليها عقيدتنا الدينية، بإحسان الظن بالله، ومواجهة الواقع بالعمل، وصدق التوكل، وحسن الظن.

نعم، هناك حقائق على الواقع، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، المبالغة فيها تكون بالاستسلام لها، والحقيقة تكون بقدر الاستعداد لمواجهتها، فكابتن الطائرة الحاذق الماهر؛ إذا كان الهبوط الاضطراري سيؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها، فإنه سيعيد التحليق اضطراريا من جديد، حتى تتوفر له الظروف الملائمة لهبوط آمن على المدرج بسلام.

أما الحديث عن عجز في خزينة الدولة، فإنها المبالغة بعينها، التي ستؤدي إلى نشر الرعب بين الناس على أموالهم، ومستقبلهم، ومستقبل الدولة، إلا إذا كان هناك من يريد لذلك أن يحدث، فيشيعه بينهم، فإذا كانت الجائحة قد زرعت المتفجرات، فإن هكذا تصريحات ستشعل فتيل تلك المتفجرات، ومجرد الرد الإعلامي الحكومي غير كاف لنزع ذلك الفتيل المشتعل، وبالتالي بث الطمأنينة بين الناس.

التغيير على المستوى التعليمي، والاجتماعي، والاقتصادي، مطلوب أصلا، على أن يكون إلى الأحسن والأفضل، فالناس مطلوب منها احداث شيء من التغيير في عاداتها الاجتماعية والاقتصادية، بما يتلائم مع الظروف الراهنة والقادمة، ولكن المطلوب الأعظم هو من الدولة التي تقود الدفة، لوضع الخطط المستقبلية، ومواجهة الواقع، للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، والرسو بالسفينة إلى بر الأمان، لا الاستسلام.

فالاعتراف بالأزمة، والتكيف معها يكون بالتخطيط والعمل، لا بالركون والهروب من الواقع، فعين التشاؤم هو التنبؤ بالأسوأ، وإن كانت جميع المعطيات تدل على ذلك، فالمستقبل غيبي لا يعلمه إلا الله، والمعطيات تتغير على أرض الواقع بحسن التصرف، والأخذ بالأسباب، وصدق التوكل على الله، وحسن الظن به، وعندها نسأل الله اللطف والسلامة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد