التباعد
قفز هاجسي وزنّ في رأسي أن أتصالح مع الكلمة بعد جفاء دام أسبوعا أو يزيد، فأمسكت قلمي وشرعت أبحث عن كلمات مناسبة تقال لتخفف وطأة الظرف الذي يمر بنا، ويقحمنا لنندمج معه ليس دعما وإنما انقيادا وتبعية، فنحن نخضع له مستسلمين وطائعين، يأمرنا أن نمكث في بيوتنا، ونعطل أعمالنا، ونغلق مؤسساتنا، وأن نقطع صلة التواصل مع أقربائنا وذوينا وأصدقائنا وخلاننا.
والمسافة بيننا وبين محدثينا تؤكد سلوكنا الذي فُرض علينا، والهلع يجعلنا نرضى بقيودنا، ولكن عدونا يتربص بنا ولا يحيا إلاّ عندما يحتل أجسادنا لتغدو مرتعا له لينمو ويتكاثر وينتشر، أما إذا حاصرناه بتباعدنا فلا نتيح له فرصة انتهاك أجسادنا فانه يفنى، فالتباعد هو خير وسيلة للقضاء عليه، وعلينا أن نمارسه بصبر وأناة.
وبالرغم من الخسائر المعنوية والمادية إلا أننا سنحقق نصرنا عليه ولن نكون تابعين له كما تخيلنا في البداية بل سنقوده إلى حتفه بعزم وثبات، سنقضي عليه بتجاهلنا له، ولكن ماذا عن فيروسات أخرى تعيش حولنا ومعنا مثل فيروسات الحقد والكراهية وغيرها؟ .
فنحن ننسى أننا لو وضعنا رقابة على أنفسنا، وكبحنا جماح غضبنا إزاء توافه الأمور التي غالبا ما تكون سببا لعراك أو مشادة بين خصمين وهميين، وتكرار هذه المشادات سيحيلهما إلى عدويين حقيقيين، عندها ستتراكم الأحقاد، وتوغر الصدور، وتنمو الكراهية، ويحدث التنافر، ومع مرور الزمن سيصبح التغلب على هذه الشحنات يكاد يكون عقيما فيحدث الفراق ...
قد نتساءل: هل علينا أن نكون متبلدي الشعور أمام الاستفزاز الذي قد نتعرض له؟ وماذا نفعل مع أعدائنا، ومع من يتعدى على حريتنا، ويغتال حلمنا؟ علينا حينئذ أن نصب جام غضبنا عليه على ألا نستنزف قوانا في الصراخ والشتائم، إنما لنعد أنفسنا لمواجهة ترتقي بنا وترفع من شأننا فنترفع عن توافه الأمور، ونواجه الظلم بالحجة، ونتسلح بالعلم والمعرفة والفضيلة، فلا يستطيع عدونا اختراقنا، ونكون قد حققنا ذلك بصقل أحاسيسنا لتكون ميالة للتسامح وسعة الصدر، أما العدو الشرس فننأى عنه، وسننجح كما نجحنا في مقاومتنا للفيروس بالتباعد، علينا كذلك أن نبتعد عن فيروس الحقد بأن نحجزه خلف مدارات تفكيرنا، وهكذا سننجح في أسرنا ومحيطنا.
ولكن هل سننجح أمام مغتصبينا ومحتلي أراضينا؟ هذا السؤال المحير الذي يجعلنا نهدم ما كنا بنيناه بالحكمة والتسامح والمحبة، فعدونا يتسلح بالحديد والنار، ومواجهته تتطلب الحزم والإقدام، ولكننا لن ننجح ما دمنا نتلفع بدثارات جهلنا وقلة ثقافتنا، فلن يشتد عودنا إلا إذا أصلحنا أنفسنا من الداخل، وصقلنا شخصياتنا، وبنينا مجتمعاتنا بالعمل الدؤوب، وإلى أن يتحقق ذلك ستمر عقود، حينها سنكون جاهزين لمواجهة أعدائنا الحقيقيين، والله ولي التوفيق .
المأساة تتعمّق .. 14 شهيداً في غزة برداً وغرقاً
اتفاقية أمريكية مكسيكية بشأن تقاسم المياه
التوسع الاستيطاني بالضفة يبلغ أعلى مستوى له منذ سنوات
هل ستؤثر الإصابة على صفقة الأهلي مع النعيمات
رغم وساطة ترامب .. تواصل القصف بين تايلند وكمبوديا
تخوف رسمي من انهيار وقف إطلاق النار في غزة
ويتكوف سيتوجه إلى برلين للقاء زيلنسكي وزعماء أوروبيين
وزارة الأوقاف تُسمي ناطقها الإعلامي الجديد
أمطار الخير تعود إلى المملكة بهذا الموعد
واشنطن تستضيف مؤتمراً بالدوحة لبحث تشكيل قوة لغزة
فوز الفيصلي على الوحدات في دوري الرديف
الإمارات تتأهل إلى نصف نهائي كأس العرب
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
تعيين الدكتور رياض الشياب أمينًا عامًا لوزارة الصحة
سعر عيار الذهب الأكثر رغبة لدى المواطنين
إعادة 6000 شخص إلى مناطقهم بعد ضبط الجلوة العشائرية
إلى جانب النشامى .. المنتخبات المتأهلة إلى ربع نهائي كأس العرب 2025
عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّة


