قواد الدبكة

mainThumb

04-10-2020 02:26 AM

بالعامية مين متذكر قواد الدبكة؟ أكيد كُلنا وخاصة ممن وُلدوا قبل سنة 2000. قواد الدبكة هاظا على رأي المثل: بكل عُرس إله قرص. ولا ممكن يغيب عن أي عرس لقريب أو بعيد أو جار. وبالعادة ما بحضر سهرة الخميس من أولها. لكن بيجي متأخر وبقعد على كرسي سامبا أبيض أو سكني بالصفوف الخلفية، وبظل يتحفتل، ويقرب الكرسي اللي قاعد عليه حتي يصير بالصفوف الأمامية، ويشوفه واحد من أهل العريس.

ويقوله : وينك يا رجل إنته؟! يالله خذ مكانك وقود الدبكة. عاد هو بيصير يتدلع ويتمنع وبضرب عين على البرندة اللي عليها النسوان والصبايا، وبعدين بقوم وكأنه أبو زيد الهلالي، وبمسك العصاة وببلش ينظم بحركة الدبيكة، وببلش إردف، قطع، واحد ونص ومع كل إيعاز بيضرب عين على برندة النسوان ولما يشوف إنهن بيطلعن عليه وعلى الدبيكة بيشد على حاله وبيصير يستعرض قدامهن حتى يزرب عرق من فوق ومن تحت.


وبعدين بتبرع واحد وبيجيب إله بشكير بلفه على رقبة وبتابع الدبكة لحد ما يتنهنه جسمه ويتدقدق. بعدين بنتهي دوره، وبحنوا العريس، وبوخذ هالمسكين زاوية يدخن سيجارة فيها، وما حدا من أهل العريس والموجودين بقول له: يعطيك العافية أو بعزمه على العشاء و حتى كاسة الشاي اليتيمة بالسهرة بتروح عليه.

الشعب الأردني لا يختلف كثيرًا عن قواد الدبكة. وهذا ما أشاهده وأتابعه الآن على مواقع التواصل الإجتماعي وبالحياة العامة، وبعد أن إنتهينا من العرس الأول تشكيل مجلس الأعيان. فالمعظم منا قاد الدبكة وصفق لمن تم تعينه في المجلس ولو لم يكن يعرفه شخصيًا ولكن تربطه صلة قربى من الجد العاشر. فهلل ومجد بمن يهمه، ونشر التهاني والمباركات، وجلس الأعيان على كراسيهم دون أن يلتفتوا إليهم ولم يتفضلوا حتى بوضع لايك على منشوراتهم.

بعد يوم أو أكثر سيقود الشعب دبكة أخرى لرئيس الوزراء المكلف وللوزراء بفريقه، وسيبتهج المعظم منا، وسيرقصون على جراحهم وسيقدمون التهاني لهم على وسائل التواصل الإجتماعي، وسيحُصي كل واحد منهم أسماء، وأعداد الوزراء من منطقتهم الجغرافية. بعدها سيدخل العريس على العروس وسيكون الجري للشعب المتعوس، بعد أن يتزاوج الوزير مع المنصب، ويمارس الحب معه. وما أنا متأكد منه بعد شهر واحد سيقومون بلعنهم وإنتقادهم.


في العرس الديموقراطي الأردني الثالث. الإنتخابات النيابية لن يتعض البعض مما حدث لهم في العرس الأول والثاني. وسيقودون الدبكة ويزفزن النواب لتحت القبة بعد الكثير من المشاجرات والمهاترات وتمزيق اليافطات. وأغانينا الوطنية وأهمها لمن فاز إحنا كبار البلد والكلمة الأردنية المشهورة خاوة ومع مضي أشهر قليلة ستعود حليمة لعادتها القديمة وسيندمون على إيصال البعض إلى المجلس وسيعض الكثيرين منهم إصابعهم، وخاصة الأوسط بعد أن يوجهونه إلى أفواههم. طيب ما كان من الأول حتى تكسب إحترامك لنفسك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد