التأرجح المؤسسي وتفعيل قدرة الفوكا فى المؤسسات

mainThumb

10-12-2020 11:39 AM

 المديرون المتمرسون يعرفون دائما أنهم يديرون مؤسسات في ظل بيئة تتصف بدرجة عالية من التقلبية والغموض والتعقيد حيث ترتبط تلك المتغيرات مع بعضها لتؤدي الى حالة تتصف بالغموض التام بجميع جوانبها، وبالتالي فالمديرون الحاذقون يدركون تمام انهم يضللون أنفسهم إذا اعتقدوا أنهم يستطيعون التحكم  التام بمؤسساتهم وعلاقاتهم في بيئة أعمالهم، واجتهد العديد منهم بتطوير استراتيجيات حول كيفية التعامل مع انعدام اليقين والتعقيد، وقد نجح البعض في استخدام  النماذج المرنة مثل نموذج الفوكا (VUCA) بشكل منهجي للتعامل مع البيئة غير المستقرة وسريعة التغيير والديناميات والتداخلات المترابطة.

 

يحاول البعض  تطوير السيناريوهات المستقبلية بالتفكير "بماذا لو؟" واتخاذ الاحتياطات من خلال إعداد الإجابات المناسبة مسبقا، ويساعد هذا الأمر على التدريب للتعامل مع الحالات المعقدة، وبطبيعة الحال فان ذلك على اسوأ احتمال يقلل من وقع المفاجأة. ولكن يبقى السؤال حول متى يقوم شخص ما بصياغة سيناريوهات محتملة مقدماً ومتى ينتظر ليرى ما يحدث؟
 
على اية حال لا يمكن التقليل من اهمية القدرة التكيفية اللازمة للتعامل مع البيئة العدائية –ان جاز التعبير- وهذا يشير بطريقة او باخرى الى زيادة وتوسيع قدرة المؤسسة التأرجحية اي توسيع القدرة على التأرجح والمناورة، حيث يمكن للمؤسسات القادرة على التأرجح التعامل مع المزيد من الاضطرابات والحركة غير المنتظمة، ولكن بالمقابل فان ذلك يزيد من التعقيد والذي يتطلب المزيد التأرجح داخل المؤسسة نفسها لأنه يخلق خيارات متغيرة للإدارة لاتخاذ الإجراءات والاستجابة لها، وبالتالي فان التأرجح يزيد من درجة القدرة التكيفية للمؤسسة، وهي بذلك تشبه البناية الكبيرة التي تتضمن ماصات لامتصاص الاهتزازات والحفاظ بالتالي على البناية قائمة.
 
يرتبط التأرجح بالقدرة على اتخاذ القرارات من موقف ثابت مع معرفة الإمكانات التي تنخرط في مستويات صنع القرار المختلفة والتي يجب تصفحها من خلال عرض وجهات نظر مختلفة في تتابع سريع، ويحدث كل هذا مع إدراك أننا لا نعرف كل شيء حول ما إذا كانت قراراتنا ستتحقق ام لا، وما إذا كانت القرارات ستحقق النتيجة المرجوة وما إذا كانت النتيجة المرجوة هي التي ستحقق النمو والازدها للمؤسسة، وبالتالي هل يمكننا أن نعرف بعد فوات الأوان، ما إذا كنا قد اخترنا أفضل الاحتمالات المناسبة من بين العديد من الخيارات المتاحة؟ ربما ما زلنا نغفل خيارا مناسبا ومناسبا بشكل أفضل، وللأسف، لا يمكننا العودة واستعادة حياتنا وتجربتنا، ما كان بالفعل الخيار الأفضل.
 
وبناء على ذلك، تحتاج المؤسسة إلى الاستمرار في إيجاد تعقيد يمكن تحقيقه كتدريب لنفسها على التأرجح، فالإدارة من خلال التأرجح تهدف الى جعل المؤسسة قادرة على تطوير استجابة مناسبة في اسرع وقت ممكن في حال حوث اي تغيير في البيئة المحيطة بها.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد