محطات التلفزة الخاصة ومقولة الجمهور عايز كدة

mainThumb

27-04-2021 12:23 AM

ظهرت عبارة "الجمهور عايز كدة" بثمانييات القرن الماضي لتبرير تدني مستوى الأفلام المصرية وجرأة مشاهدها التي بدأت بالسبعينات. وعندما كانت تٌعقد الندوات لمناقشة هذا التدني كانت الحُجة أن الناس تريد ذلك هي التي يدافع بها المنتجون أصحاب الأفلام الماديين. ومن يومها الى هذه الأيام عندما يُناقش فلم معين كان الدفاع الأول أن مردوده المالي بلغ كذا مليون أو أنه بقي بالسينما كذا اسبوع.

لا تختلف محطات التلفزة الخاصة عن هذه الفكرة ولا تبعد عنها كثيرا فهي قنوات مادية يحكمها (البزنس) والإعلانات التي تبحث عن العمل الجماهيري الي يجلب المشاهدات الكثيرة فيرتفع أجرة الاعلان؛ فكانت المذيعة الدلوعة والبرنامج الي يستضاف فيه الضيف الجدلي صاحب الصوت العالي والمناكف والفهلوي والبرامج الفكاهية التي تمرر فيها المبتذل من الكلام هي أهم أعمدة هذه المحطات. لهذا كانت رواتب هؤلاء فلكية ومنهم من لا يقبل الراتب بل يشترط نسبة معينة من دخل الاعلانات. 
 
وبذلك يكون حضرات السادة الملايين من المشاهدين مسؤولين عن ما يُعرض على هذه القنوات، فلا يلوموا الا أنفسهم؛ واذا سمحتُ لخيالي بأن يحلق أكثر أقول بأن هناك علاقة تلقائية بين المعروض عن القنوات وبين ترندات التواصل الاجتماعي؛ فهي رزقهم أيضا وبها تنزل منشوراتهم كرف الحمام؛ فلا تكاد صفحة هؤلاء تخلو من منشور حول هذا البرنامج أو ذاك؛ وربما تكون المنشورات نسخًا مكررة والتعليقات كذلك.
 
وهذا كله يقودنا لمقارنة مقصودة بين محطات التلفزة الرسمية والخاصة؛ فنرى على التلفزيون الرسمي ما يمثل الدولة من أخلاق وعفة وما يماشي سياسة الدولة والأهداف العامة التربوية والسياسية والدينية والثقافية فلا يعرض عليها الا ما يحقق هذه الأهداف؛ ومن الظلم جدا المقارنة بين النوعين من التلفزة لأن المقارنة ستكون تمامًا كمن يقارن أفلام المقاولات والبزنس بأفلام وزارة الثقافة؛ هنا ثقافة وهناك بزنس.
 
ومن أجل ما ذكرت أعلاه أفتخر بأنني من متابعي التلفزيون الأردني والاذاعة الأردنية لأحفظ بما تبقى لدينا من عقل تحاول قنوات ومنشورات الملاخمة أن تسيطر عليه.
لا تكونوا من اللي عاوزين كده.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد