بدأنا نحن بني آدم بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عندما خلق الله آدم بيديه وبعد ذلك خلق له زوجه من نفسه وأصبحنا إثنتين وبعد ذلك شرع الله لنا الزواج بين ذكور وإناث بني آدم وبث منهما رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(النساء: 1)). وأصبحنا عشائر وقبائل وكل عشيرة أو قبيلة تتكون من أسر عديدة وكل أسرة بدأت بإثنين الزوج والزوجة ورزقهما الله بالذرية وأصبحت العائلة تتكون من عدد معين من الأفراد ذكوراً أو إناثاً أو ذكوراً وإناثاً أو بقيا إثنين إن لم يرزقهما الله بالذرية(ِلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (الشورى: 49 و 50)). لا ندري كيف إنتهى سيدنا آدم وزوجه هل توفى الله آدم قبل زوجه أم العكس أم توفاهما الله معاً فكيفما كانت الحالة فإنتهيا واحداً أو إثنين، وهكذا كل زوج وزوجه يتزوجان ثم يرزقهما الله بالذرية وبعد أن يُفْنِيَا عمرهما في تربية ونشأة الأولاد يتم تفرقة الأولاد ليشكل كل منهم عائلات جديدة سواء أكان ذكراً أم أنثى وتستمر وتيرة الحياة هكذا كما أراد الله. حتى ينتهي الزوج والزوجة إما إثنين أو واحداً كما بدأ أباهما آدم وأمهما حواء وإنتهيا (لقد ذكر علماء التاريخ والسِّيَر أن حواء عاشت بعد آدم عليه السلام سنة واحدة فقط ثم ماتت ودفنت مع زوجها في نفس المكان والله أعلم).
لقد بَدَأْتُ مقالتي هذه بهذه المقدمة في الفقرة الأولى لأُذَكِّرَ الناس أجمعين بأن كل رب عائلة وربة عائلة سوف ينتهي بهما المطاف إثنين أو واحداً كما إبتدءا ولهذا السبب يجب علينا أن نعمل صالحاً لنصلح أمورنا مع الله خالقنا وخالق هذا الكون والذي رزقنا من نعمه التي لا تعد ولا تحصى في الحياة الدنيا أولاً. ومن ثم نُعَمِّرَ حساب الآخرة لأننا سنعود له فرادى كما خلقنا فرادى (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (الأنعام: 94)). وسوف نحاسب على أعمالنا فرادى أيضاً وليس جماعات ولا تفيد الإنسان لا عشيرته ولا قبيلته ولا يفيده منصبه أو حزبه أو جماعته (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (البقرة: 281)). وها نحن أنا وأم حمزة زوجتي سنعود بعد تاريخ 9/6/2021 إثنين كما بدأنا قبل عقود من السنين إثنين عرسان لأن هذا التاريخ هو تاريخ حفل زفاف إبنتي آخر العنقود بيسان حبيبة قلبي أبوها وأمها لخطيبها عبد السلام المحترم أيضاً حبيب والده ووالدته. نسأل الله أن يبارك فيهما وعليهما ويرزقهما الذرية الصالحة وستعود دورة الحياة الزوجية من جديد وهكذا تستمر الحياة وتستمر سنة الله في خلقة حتى ينهي الله الحياة الدنيا. نعم، أنا وأم حمزة متأثرين جداً لمغادرة بيسان بيتنا وغرفتها الخاصة بها ولكننا سعداء لأنها سوف تبني أسرة جديدة مع زوجها إنصياعاً لأوامر الله وسنته في الحياة الدنيا. ونسأل الله أن يعيننا على ذلك لأن الأمر ليس سهلاً لا علينا ولا على غيرنا من الناس (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (يوسف: 64)).