بداية غير مشجعة للجنة الحوار الوطني

mainThumb

04-07-2021 07:39 PM

ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا المقال الذي قد يفسر على غير ما أقصد وأريد خاصة أن الموضوع به الكثير من المتربصين هنا وهناك وشائك ومليء بالألغام التي تهدد كل من يريد نقاش موضوعي بما حدث ، الأمر الذي يؤكد أن الموضوع سيّس أكثر من اللازم حتى بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد والذي شجعني على الدخول بحقل الألغام رغم خطورته .
 استقالة أو إقالة الكاتب عريب الرنتاوي من لجنة الحوار التي شكلها الملك بسبب مقال كتبه فسره البعض بأنه يتحامل على دور الجيش الأردني في معركة الكرامة الخالدة التي سطر بها الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين ملحمة عظيمة أثبتت للعالم أكذوبة الجيش الذي لا يقهر ، وهزم بها ديان وقطعان جيشه وعاد يجرون أذيال الفشل وبدلاً من العمل على تلك الملحمة والاستفادة منها خاصة درس الوحدة بين أبناء الشعب الواحد وطلائعه من الجيش والفدائيين وما حققوا من نصر عظيم للأسف تحقق بعد ذلك ما أراده العدو وقرره بأن ما حدث له من نكسة لن تتكرر أي أن الوحدة بين الجيش والفدائيين يجب أن تنتهي .
وهكذا للأسف أصبح كل طرف ينسب النصر لنفسه والحقيقة التي يعلمها الجميع أن وحدة الطرفين وتكاثفهم هي التي أفرزت ذلك النصر العظيم ، ولا يجوز لطرف أن ينسب النصر لنفسه على حساب طرف آخر وكل طرف من الطرفين مكملاً للآخر في تحقيق النصر ولا ننسى أن قائد تلك الملحمة هو الفريق مشهور حديثة الجازي الذي كان رمزاً لوحدة الجيش والفدائيين معاً تحت قيادته التاريخية حتى تحقق النصر وهزم العدو . 
ولا زالت تلك الملحمة العظيمة بكل قيمتها ومعناها تثير حساسيات مصطنعة لا داعي لها فلا يقلل من دور الجيش الأردني ما قام به الفدائيين الأبطال ولا يقلل من دور الفدائيين ما قام به الجيش الأردني الباسل ، والنضال وكفاح وجهاد الطرفين أفرز تلك الملحمة التي الأصل أن تكون عنواناً للوحدة بدلاً أن تكون محل نزاع وتنافس على نصر لم نحافظ على قيمته بكل أسف . 
ما أقوله ليس دفاعاً عن الأستاذ عريب الرنتاوي ولكن ما أنا متأكد منه إنه لا يقصد ما ذهب إليه البعض رغم أنني من المختلفين مع الكثير من أرائه وكنت أتمنى أن تكون تلك الحماسة لإقصاء كاتب صاحب رأي ضد الفساد والاستبداد ولأجل احترام القانون والدستور والتغول عليهم من السلطة التنفيذية ولكن للأسف الموضوع أخذ منحنى غير وطني وغير قومي ولا حتى إنساني لذلك نطالب من الجميع واحتراماً لأرواح الشهداء خاصة في تلك الملحمة من الجيش الأردني الباسل والفدائيين الأبطال أن تتركوا العفن الإقليمي والنظرة الضيقة وأن تجعلوا من ملحمة الكرامة طريقاً للوحدة بين أبناء الشعب الواحد من شرق النهر وغربه وننتمي جميعاً لأمة عربية واحدة جمعتها ووحدتها حقائق الجغرافيا والتاريخ ورسالات السماء التي خرجت جميعها من بلادنا العربية لتحمل للعالم كله نور السماء لأهل الأرض ولتخرج الناس من عبادة العباد لعبادة رب العباد . 
تحية تقدير واعتزاز بالجيش الأردني وبالفدائيين الفلسطينيين وبقائد معركة الكرامة الفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي ومعركة الكرامة يجب أن تكون عامل وحدة وليس العكس والتاريخ لن يرحم كل من أراد منها غير ذلك فهو عميل وخائن سواء بالقصد أو بالتعصب الأعمى على طريقة داحس والغبراء ولا عزاء للصامتين .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد