السوسنة - أخبرنا النبي عليه الصلاة و السلام في أحاديثه أن هذه الأرض ستشهد أحداث عديدة، وسيفتن أهلها بفتن كثيرة، و فيما يلي أهم الأحداث التاريخية التي ستجري على أرض الشام إلى يوم القيامة:
أولا: تتابع الهجرات من أرض الشام و إليها.
قال عليه الصلاة و السلام: "لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام، و يتحول شرار أهل الشام إلى العراق"، ومن حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - : "الشام صفوة الله من بلاده، إليها يجتبي صفوته من عباده، من خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه، و من دخلها من غيرها فبرحمة".
وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: "يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه مؤمن إلا لحق بالشام ".
ومن حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يقول : "لتكونن هجرة بعد هجرة إلى مهاجر أبيكم إبراهيم – صلى الله عليه و سلم - .... "
ثانيا : غلاء الأرض في بلاد الشام و ارتفاع الأسعار .
فعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : " تذاكرنا و نحن عند رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أيهما أفضل أ مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أم بيت المقدس ؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى هو، و ليوشكن لأن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا" قال: أو قال: "خير له من الدنيا و ما فيها".
ثالثا: الحصار الاقتصادي.
من حديث أبي نضرة، قال: "كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يُجبى إليهم فقير و لا درهم، قلنا: من أين ذاك ؟ من قبل العجم، يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدى، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم- : "يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا، لا يعده عددا".
قال: قلت لأبي نضرة و أبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز ؟ فقالا: لا .
ومن حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: "قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم-: "منعت العراق درهمها و قفيزها، و منعت الشام مديها ودينارها، و منعت مصر إردبها و دينارها، و عدتم من حيث بدأتم، و عدتم من حيث بدأتم، و عدتم من حيث بدأتم".
رابعا: قتال اليهود والقضاء عليهم.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر و الشجر، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد ، فإنه من شجر اليهود ".
و من حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال : " تقاتلكم يهود فتسلطون عليهم ، حتى يقول الحجر : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله".
خامسا : قيام الخلافة الإسلامية
فعن ابن زغب الإيادي ، قال : نزل عليّ عبد الله بن حوالة الأزدي فقال: " بعثنا رسول الله – صلى الله عليه و سلم – لنغنم على أقدامنا ، فرجعنا فلم نغنم شيئا ، و عرف الجهد في وجوهنا ، فقام فينا فقال : " اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ، و لا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم "، ثم وضع يده على رأسي – أو قال – على هامتي ثم قال: " يا ابن حوالة ، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل و البلابل و الأمور العظام ، و الساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك ".
سادسا : ظهور المهدي و استقراره في بلاد الشام
من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال: "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعا أو ثمانيا، يعني حجة".
وعنه أيضا قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم- : "المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت جورا و ظلما، يملك سبع سنين ".
سابعا: صلاة المهدي بسيدنا عيسى عليه السلام.
عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم- : "ينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة".
من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - : " منا من يصلي عيسى ابن مريم خلفه".
ثامنا: الملحمة العظمى
فعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : سمعت النبي – صلى الله عليه و سلم – يقول : " يوم الملحمة الكبرى ، فسطاط المسلمين بأرض يقال لها : الغوطة ، فيها مدينة يقال لها : دمشق خير منازل المسلمين يومئذ ".
عاشرا: خروج الدجال و هلاكه على أرض الشام على يد سيدنا عيسى عليه السلام، فمن حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - ، أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال : " يأتي المسيح من قبل المشرق ، همته المدينة ، حتى ينزل دبر أحد ، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام ، و هنالك يهلك " .