راتب الزوجة .. هل هو من حق الزوج .. ؟؟

mainThumb

30-05-2022 05:47 PM

واجهت المرأة في الماضي القريب تحدياً كبيراً؛ حول مشروعية عمل المرأة، الأمرالذي أثار جدلاً واسعاً ، واستغرق زمناً طويلاً، مما ألحق بها معاناة فادحة ..... إلا أنها انتصرت  أخيراً في إثبات نفسها في ميدان العمل ... 

لعل المرأة في وقتنا الحاضرتدفع ثمن هذا الانتصار، فقد تبدلت معاناتها واتخذت وجوهاً جديدة !! حيث تُتّهم اليوم بالتقصير تجاه زوجها وأولادها، ويزداد الأمرتعقيداً عندما تواجه مشاكل مع زوجها بسبب الراتب، ولأهمية هذا الأمر الذي يهدد استقرار الأسرة، كان لزاماً علينا تسليط الضوء لمعرفة شروط عمل المرأة ،وهل راتبها من حق زوجها ؟ 
مما لاشك فيه أن عمل المرأة في وقتنا الحالي أصبح ضرورة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن ، وهذا ما نلاحظه في متطلبات الزواج لدى شبابنا ، فمنهمم من يقول: ( أريدها موظفة )، وذلك بهدف تحسين المعيشة، والتغلب على ظروف الحياة الصعبة .
بالإضافة إلى أن عمل المرأة واستقلالها مادياً يجعلها مستقرة ومرتاحة، فينعكس ذلك على استقرار أسرتها، وفضلاً على ذلك فإن دعم الزوج لها يدفها للإبداع، مما يجعلها تفرض دورها الفعال في النهوض بالمجتمع .  
في حين أننا لا ننكر التحديات التي تواجهها الزوجة العاملة، فهي تسعى جاهدةً لتحقيق التوازن بين الحياة العائلية والمهنية .              
وفي طبيعة الحال، إن الزوجة العاملة تتقاضى راتباً لقاء عملها، ومن المؤسف أن بعض الأزواج يسعى إلى انتزاعه منها غصباً وكرهاً، وبالتالي فإن الزوجة تواجه مشاكل أسرية في حال امنتعت من إعطاء زوجها الراتب، حيث تتعرض للتعنيف اللفظي والجسدي . 
من هذا المنطلق، أقول : لابد من التواصل الفعال لتوضيح وجهات النظر بين الأزواج، ومعرفة كل منهما حقوقه وواجباته ،  
فعليك أن تعلم أيها الزوج، أن نفقة كل إنسان في ماله إلا زوجتك فنفقتها عليك ولو كانت موسرة، لا غرو أن النفقة تشمل المأكل والملبس والمسكن والتطبيب بالقدر المعروف وخدمتها إن كان لمثلها خدم.
وفي مقابل ذلك لا بد لك أيتها الزوجة العاملة أن تعلمي، أنك لا تستحقين النفقة إلا إذا كان عملك مشروعاً، وحظي بموافقة زوجك صراحة أو دلالة، والجدير بالذكر أنه لا يجوز للزوج الرجوع عن موافقته، إلا بسبب مشروع دون أن يلحق بك ضرراً.
نافلة القول، عليكما أيها الزوجان أن تدركا عِظَم المسؤولية الملقاة على كاهليكما، فأنتما عماد الأسرة، همكما واحد، ومصيركما واحد، وأهدافكما واحدة ، لذلك ينبغي أن تتفقا وتتخذا قراراً تشاركياً للمساهمة  في تحمل أعباء الأسرة ومتطلباتها، بحيث لا يستبد أحدكما على الآخر؛ من أجل النهوض بالأسرة والوصول إلى الرفاهية في ظل جو يسوده الأمان والاستقرار.  
بالرغم من أن راتبك عزيزتي الزوجة هو حق مشروع لك، ولك التصرف به بالطريقة التي ترينها مناسبة ، فأنت ذمة مستقلة ، ولا يحق لأحد التعدي عليك وأخذه منك رغماً عنك، إلا أنك في المقابل جزء من الأسرة ، بل أنت روحها وملاذها الآمن ، تضحين بعمرك من أجل ارتقاءها،  فلن يعجزك المساهمة بجزء من مسؤولياتها ونفقاتها؛ بالمقدار الذي ترينه مناسباً، عن طيب خاطر وإرادة منك - إذا احتاجت الأسرة للمساعدة - وليكن ذلك  فضلاً وكرماً وطيبَ أخلاقٍ منك، ففي سعة الأخلاق كنوز الأرزاق.
لم تعد المرأة في وقتنا الحاضر مجرد بطن يحمل، ويد ترعى وتربي وتطبخ ، بل أصبحت تقف جنباً لجنب الرجل، تساعده وتعاونه على أعباء الحياة لذلك لابد من تغيير المثل القائل (وراء كل رجل عظيم امرأة) حتى يصبح (بجانب كل رجل عظيم امرأة ) تساعده وتسانده للنهوض بالأسرة والمجتمع .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد