كيف تختار شريك حياتك .. ؟؟؟؟

mainThumb

08-06-2022 12:50 PM

حسن الاختيار هو ضرورة من ضرورات الزواج، بل هو أساس الزواج ، سيما أن الزواج السليم يُبنى على الاختيار السليم، فهو كالبنيان الصلب العتيق؛ يعتمد في صموده وصلابته على صلابة قواعده وأساساته ، كما هو الحال في الزواج؛ فاستمراره وصموده يعتمد على متانة قواعده وأسسه.

 
من الملاحظ أن الجميع في مجتمعنا يعتمد على أسس معينة عند اختيارشريك الحياة،  فماهي أسس اختيار الشريك؟ من الذي يختار الشريك، الفرد أم الأهل في الحقيقة، إن أسس اختيار الزواج هو موضوع قديم تحدّث حوله الفقهاء تحت مصطلح الكفاءة، أي المساواة والمماثلة في خصال محددة كالدين، والنسب، والحرية، والصنعة أوالحرفة، البراءة من العيوب، المال، ومنهم من ضاف الجمال . 
إلا أن قانون الأحوال الشخصية الأردني اشترط في لزوم الزواج أن يكون الزوج كفؤاً للمرأة في التدين والمال، سيما أن كفاءة المال تعني قدرة الزوج على المهرالمعجل ونفقة الزوجة، أما التدين  فمن المعلوم أنه أمر ظاهر ليس بخفي؛ فهو مثبت في بطاقة الأحوال المدنية .   
 
وتجدر الإشارة، إلى أن هناك شروط لا يجب التهاون بها : كالتقوى ومخافة الله، والالتزام بالعبادات، والمعاملات التجارية الشرعية، وكذلك الأخلاق: كالحلم واللين، التحكم بالغضب، الحكمة والرحمة والعفو، حسن المعاملة، الكرم والمروءة. وتأسيساً على ذلك يتبين لنا أن التدين لا يقتصر على اسم الديانة فحسب؛ بل يتعدى إلى التطبيق العملي في كل نواحي الحياة،  إذ يشمل ثلاثة أمور: العقيدة والأخلاق و الأحكام العملية (العبادات والمعاملات)، بل على العكس من ذلك لابد من جعل هذه الشروط في مقدمة أولويات أسس الاختيار، وعلينا التحري عنها بدقة؛ لمعرفة سلوك الشريك، فالذي يخون ربه ودينه يسهل عليه خيانة العباد وبالأخص الشريك . 
ومن جهة أخرى يجب التحقق من التاريخ الطبي للشريك وعائلته؛ لمعرفة الأمراض الوراثية، إذ أن فحص ما قبل الزواج يقتصر على الثلاسيميا، وهذا الأخير ليس هو المرض الوحيد الوراثي الذي يهدد الحياة الزوجية، فالسكري مثلاً هو مرض وراثي، فإن استقرت الحياة الزوجية مع شريكٍ مريض، فكيف لها أن تستقر بعد إنجاب أبناء مرضى أو الخوف من إنجابهم.. ؟؟؟   
ربما يتساءل البعض، على عاتق من يقع اختار شريك الحياة الزوجية، الأهل أم الشريك ؟
بالرغم من أن اختيار الشريك هوقرار فردي يخص الشريكين؛ إلا أننا لا نقلل من شأن الأهل في الإرشاد والتوجيه، بعيداً عن الضغط والإجبار، وذلك أن الزواج هو اندماج بين عائلتين وبيئتين بحيث تكون العلاقة بينهم عبارة عن صلة عائلية تشاركية؛ قائمة على أساس التوافق والانسجام والتفاهم، وفقاً للأعراف والعادات والتقاليد، وليس كما هو سائد - من اعتقاد خاطئ - أن الزواج بين فردين، فالشريك في الواقع سوف يصبح فرداً من أفراد عائلة الشريك؛ لذلك لابد من موافقة الأهل ورضاهم؛ حتى تستمرهذه العلاقة باستقرار ووئام .   
   
إن ما نشهده اليوم من حالات تطرق أبواب المحاكم الشرعية؛ لطلب الطلاق بعد زواج لم يكمل العام أو العامين، ما هو إلا نتيجة سوء الاختيار!!
يمكن عزو ذلك إلى عدم أخذ الوقت الكافي لفهم الشريك قبل الخوض في عمق العلاقة، والتسرع وعدم التأني في فهم طريقة تفكير الشريك، فكل شخص لديه طبقات فكرية مختلفة، بالإضافة إلى التقصير في السؤال، وعدم التحري بشكلٍ كافٍ، ولاننكرإخفاء العيوب سواء الخَلقية أو الخُلقية قصداً بهدف التغريروالتدليس .
 
خلاصة القول، إن البحث عن الكمال هو البحث المستحيل؛ فالكمال لله وحده، ولكن يجب اتباع قواعد وأسس منطقية وعلمية ونفسية سليمة لاختيار شريك الحياة. 
 
فشريك الحياة ليس شخصاً عابراً في حياة كلٍ من الطرفين، إنما هو صديق وحبيب وسند لآخر العمر، لذا فلا تغرنكم المظاهر المزيفة والكلام المُنَمَّق المستعار، فليس كل ما يلمع ذهباً .    
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد