شيفرة إبليس

mainThumb

13-07-2022 02:57 PM

وجوه بيضاء باردة، وعيون يملؤها السواد، متحجرة في ذلك الرأس المثلث، يعتليها قرني شيطان أمرد، تمتص دماء المعدمين، فتحوله إلى ماس وذهب وجواهر، تكدسه في صناديق داخل سفينة قرصان، قبطانها مجنون خلف الدفة، يفتلها تارة، وتفتله أخرى، يسير حيث يدري ولا يدري، يكتب سري للغاية، فتنعكس في الأفق حروفه، وعلى أنغام قيثارته الملعونة، تتراقص خيالات ودمى.

 
العالم اليوم في قبضة إبليس، يبث شيفرته الملعونة في كل أرجاء المعمورة، حرب على الفطرة، على الأخلاق، على الإنسانية باسمها المزيف، باسم الحرية الغوغاء، عصابة شيطانية تدير دفة العالم، عديمة الأخلاق والمشاعر، تعمل على تجويع العالم، على نشر الفقر والعوز، من خلال سياسات اقتصادية مجرمة، تتحكم فيها قلة قليلة من مصاصي الدماء.
 
تفتعل الحروب في العالم، تارة باسم محاربة الإرهاب، وتارة باسم نشر الديمقراطية والسلام، وأخرى بلا عنوان ولا سبب، مما يزيد في معاناة الشعوب.
 
تنشر الأمراض، وتجعل من البشر فئران تجارب لأمراض ولقاحات، تتلاعب في حياة البشر، تتاجر بصحتهم وأرواحهم.
 
تزيد من معدلات البطالة بين الشباب، تعمل على نشر المخدرات بجميع أشكالها، مما يزيد من معدلات الجريمة، ونشر الفوضى، وتهديد الأمن والسلم المجتمعي.
 
تحارب الفطرة، تنشر الرذيلة والفاحشة بشتى صورها، تشجع المثلية، وتقود العالم نحوها، تغرق العالم بطوفان جارف من الانحلال الأخلاقي، والانحطاط الإنساني.
 
تنفذ مخططاتها من خلال أذرعها الأخطبوطية، الممتدة عبر صندوق النقد الدولي، والمنظومة الاقتصادية التابعة لها، نحو كافة البنوك والمؤسسات الربوية، والتي أغرقت العالم بالديون على مستوى الدول والمؤسسات والأفراد، ليصبح الكل مطارد ومطلوب ماليا، ومهدد بالملاحقات القانونية والإفلاس والسجون.
 
وعبر الحكومات الديكتاتورية، والمنظومات السياسية والأمنية التابعة لها، من تقيد للحريات الإنسانية، وانفلات للحريات الشيطانية، وتدمير لاقتصاد الدول، والعبث بمقدرات الشعوب، ونشر الفقر والبطالة، وجعل المال بيد فئة قليلة من الناس، واطلاق يدها في السيطرة والتحكم في حياة الناس، ومص دمائهم.
 
وعبر الإعلام، وجميع  وسائله المتاحة والمنتشرة، والتي أخذت تسيطر على عقول البشر، وتتحكم في حياتهم، وتوجههم نحو ذلك الإنفلات، والجهل، والغباء المغطى بثوب الذكاء الزائف.
 
يموت الجميع لتحيا عصابة ابليس، فإن لم تتدارك الشعوب أمرها، فإنها ستموت جوعا وذلا وانحطاطا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد