ذكرى ثورة يوليو في مصر
واكثر ما يلفت النظرفي ذلك التغير هو تأثر الناس العجيب في كل بلاد العرب بذلك التغيير ، وبدأ التعامل مع بعض المصطلحات منذ ذلك التغيير ينمو ويتحرك بشكل غاية في السرعة واصبح ينتشر بشكل سابق فيه سرعة انتشار اي فكر قبله خصوصا عندنا نحن العرب ، اذ عاد نمو مفهوم القومية عندنا ، وكذلك مفهوم الوطنية ، تبعها بعد ذلك مفاهيم عدم الانحياز والاشتراكية ، واصبحنا نتحدث بل نهتف بها في كل يوم وفي كل لقاء ، واصبح لها ادوات ومرتكزات في كل المجتمعات العربية !.
واكبر دليل على ذلك انه نما في ثقافتنا مرجعيات للكثير من الاحزاب والرموز ، واذكر اننا في مدرسة حكومية كنا نضع في صفوفنا فوق السبورة صورتين واحدة للحاكم في بلادنا وصورة اخرى لحاكم مصر ، لان حاكم مصر كان في ذلك الزمان رمزا للقومية العربية التي كبرت ونمت في خطاباته الملتهبة فالتففنا حوله وحولها واصبح بالنسبة لنا رمزا يجاور في قلوبنا رمز حاكمنا ، واعتقد ان ذلك التصور هو الذي كان سائدا في كل زوايا بلادنا ووطننا.
والغريب في الموضوع اننا تناسينا تاريخنا وتراثنا وحضاراتنا السابقة ، ولم نعد نتذكر انتماءاتنا وتاريخنا ورموزنا الا ما ندر ، فان ذهبت للصلاة في الاقصى مثلا فلا تجد في المبنى ولا على جدرانه ما يقول لك بان هذا المبنى ربما كان من وضع ادم ، ولا تجد فية اشارة لاجتماع الانبياء والرسل فيه عند الاسراء ، وحتى لا شيء هناك يشير الى ان عبد الملك بن مروان هو الذي بنى مسجد الصخرة المشرفة ، حتى صلاح الدين الايوبي فانك لا تجد له تذكارا جاذبا واحدا يشير الى عظمة ما قام به هناك ، لكنك ستجد حجرا عند باب الاقصى مكتوب عليه بان جلالة الملك فاروق الثاني هو من جدد هذا المبنى ، وهكذا.
كنا نتحدث في الوطن والوطنية بالرغم من هزائمنا وفقداننا لمواقع عزيزة علينا في اوطاننا، وكنا نطالب بالوحدة العربية بالرغم من التجزيء الرهيب في بلادنا ، اذ ان قيام بعض الدول في بلادنا في تلك المرحلة كانت تدل على التشتت والتشرذم على عكس ما نطالب به وما يجب ان يكون ، وكنا نتظاهر بقوة ونخرج من بيوتنا ومدارسنا في مظاهرات كانت تغيرمفاهيم الناس في الشارع وتسهم في بناء ثقافة المجتمع بشكل كبير ، وكانت تدعو لفصل واقعه مع ماضيه ومستقبله هذا بالرغم ان ذلك لم يكن مطروحا من المتظاهرين كهدف ، ولكن يبدو لي الان انه كان يقف وراء مظاهراتنا من له هدف ، فانا اذكر مظاهرة اخرجوني فيها ووكان الهتاف الذي اردده كالببغاء خلف الهاتف به ( نريد توحيد المانيا الغربية والشرقية !). وقد كان ذلك بينما كنت اعيش في قرية لا تبعد عن حدود ما سرق من ارضنا ووطننا الا بضع كيلومترات .
تاريخنا المهم الذي كان يمثل معجما علميا وقاعدة فكرية تكفي لاسناد مسيرتنا وحركاتنا في الواقع ، بدلوه بحدث او باجراء حدث لاسباب ما في التاريخ ركزوا عليه وفخموه ونفخوه فاصبح كانه هو فقط الجزء الاهم من التاريخ الذي يجب ان لا يغادر منظورنا وانتمائنا ، فاننا لم نعد نذكر معارك مؤته واليموك بقدر معرفتا وتذكرنا للحرب العالمية الاولى والثانية ، وقصف اليابان بالقتبلة الذرية التي فعلتها امريكا ولم يكن لنا فيها لا ناقة ولا جمل.
منعوا عنا معرفتنا بارضنا وجغرافيتنا وما كانت عليه وما يجب ان تكون عليه بادخال خطوط وصور اسموها حدودا ، وهي لا تعني اكثر من خطوط الفصل والانفصال عن بقيتنا من الاهل والناس والاصحاب ، واكثر من ذلك انهم اقنعوا اولادنا في المدارس والجامعات باشياء غريبة تبعدهم عن تاريخهم وواقعهم ومستقبلهم فاصبحت لغتهم كانها مصطلحات بالية ومهجورة ، فاصبحوا لا يلقون على من يمرون عنهم السلام بلفظ السلام عليكم او صباح الخير ، بل علموهم ان يستعيضوا عن ذلك ببديل غريب وهو ان تغمز بعينك او تقول مصطلحا معروفا في قواميس الاجانب يعني بالعربية صباح الخير .
تعالوا نقيم ما نحن عليه الان ، تعالوا نتذكر اين كنا ، اين اصبحنا وكيف ولماذا ، وليكن ذلك في ذكرى ثورة يوليو ، او في ذكرى ما شابهها من احداث ، وليكن هدفنا تعليم ابنائنا ما يجب فعلا ان يتعلموه ، تعليمهم بقول الله تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) اي ان كل شيء نفعله في هذه الحياة بما فيها احتفالاتنا لا بد وان تقاس بمقياس العباده .
الصداقة الأردنية الروسية في الأعيان تلتقي السفير الروسي لدى المملكة
الاسترليني يرتفع بشكل طفيف أمام الدولار واليورو
حملة توعوية بمخاطر الفيضانات في العقبة
الأردن والإمارات… «ممرّ البيانات» الذكي إلى أوروبا
اجتماع الدول السبع في إسطنبول خطوة ضرورية من خطوات أخرى مطلوبة
ضبط حفارة مخالفة تحفر بئرا بشكل غير قانوني في أم الدنانير
الزراعة تطلق منصة الترقيم الإلكتروني للأغنام
عجز موازنة 2026 ينخفض إلى 4.6٪ من الناتج
البكار: المشاريع الصغيرة تشغل الشباب وتدعم المجتمعات
أكثر من 10 آلاف شهيد تحت أنقاض غزة
قرار إسرائيلي جديد بشأن حدود مصر .. تفاصيل
انضمام عمّان إلى مبادرة مسرع التخطيط الحضري
الخارجية تتسلم نسخة من أوراق اعتماد السفير الصيني
المومني يلتقي الباحثين المشاركين في المؤتمر الدولي في الاتصال الرقمي
الكوادر الطبية في البترا تبذل جهودا مضاعفة لخدمة السكان والزوار
الحكومة ترفع مخصصات الرواتب والتقاعد لعام 2026
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين
تشكيلات إدارية في وزارة التربية… أسماء
مدعوون للتعيين في الإحصاءات العامة .. أسماء
انخفاض الذهب في السوق المحلية السبت
الكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا تكرّم أوائل الشامل
إعادة تصدير أو تفكيك 1896 مركبة في الحرة
الحالة الجوية في المملكة حتى الأحد
80 راكبا .. الدوريات الخارجية تضبط حافلة على الصحراوي بحمولة زائدة
ارتفاع أسعار الذهب محليًا وفقا للتسعيرة الثانية
موعد إرسال مشروع قانون الموازنة للنواب
تعديل ساعات الدوام الرسمي في جامعة اليرموك- تفاصيل





