الزلزال يصاحبه تغيير في الخصائص الفيزيائية تسبق حدوثه

mainThumb

25-08-2022 01:45 PM

م. محمد فندي

أي منطقة مرشحة لزلزال مؤكد تمر بمراحل تغيير في خصائصها الفيزيائية تسبق حدوث الزلزال بايام إلى أسبوع. كون اي زلزال يكون ناجما عن ضغوط باطنية مختلفة المصدر على الوسط الجيولوجي المضغوط، تتغير خصائص هذه الكتلة الأرضية المضغوطة فيزيائيا. اي مادة بغض النظر عن ماهيتها عند تعرضها لضغوط واجهاد ترتفع درجة حرارتها بسبب من اضطراب الروابط الجزيئية فيها. عند إرتفاع درجة حرارتها تتغير جميع خصائصها الفيزيائية حيث يؤدي ذلك إلى التالي:

1- تزداد قابلية التوصيل الكهربائي فيها وتقل مقاومتها النوعية الكهربائية. لو قدر لنا أن نحدد ونعرف مكان هاذا التغير في التوصيل الكهربائي نستطيع أن نضع احتمالية حدوث زلزال.

2- من المعروف أن الصخور أثناء تشكلها تتمغنط وتكتسب شدة المجال المغناطيسي الأرضي السائد حين تشكلها. هذه المغنطة نطلق عليها المغناطيسية الكامنة في الصخور أو Remnant Magnetization عند ارتفاع درجة حرارة الوسط الجيولوجي بسبب من الضغوط الواقعة عليه تفقد هذه الصخور مغناطيسيتها الكامنة. على ضوء ذلك أن قدر لنا معرفة مكان وموقع تغير هذه الخاصية نستطيع أن نضع احتمال حدوث زلزال.

3- ارتفاع درجة حرارة هذا الوسط الجيولوجي بسبب من الضغوط الواقعة عليه يؤدي إلى هبوط حاد في جاذبيته الأرضية. فلو قدر لنا معرفة هاذا التغير المفاجئ نسبيا في الجاذبية الأرضية (أقول نسبيا لأن هاذا التغير يحدث على مدى أيام قليلة إلى أسبوع تقريبا)، نستطيع أيضا أن نرشح هذه المنطقة لاحتمالية حدوث زلزال قادم فيها.

4- ارتفاع درجة حرارة الوسط الجيولوجي الناجمة عن هذه الضغوط تؤدي إلى أن تقل سرعة انتشار الأمواج الزلزالية المفتعلة فيها، بمعنى لو قمنا بإجراء تفجيرات مسح زلزالي مستمرة في منطقة معينة نشك في احتمالية حدوث زلزال فيها وتغيرت سرعة انتشار الأمواج الزلزالية المسجلة فيها هبوطا، عندها نستطيع القول ان هناك احتمالية حدوث زلزال فى هذه المنطقة.

5- من المعروف أن ارتفاع درجة حرارة اي وسط تعطي الفرصة لتحرر بعض الغازات للانطلاق وهاذا ما يحصل قبل حدوث اي زلزال إذ تتغير نسبة تواجد غاز الرادون المشع في المياه الجوفية من هاذا الوسط الجيولوجي المعرض للضغط. فلو قمنا بقياسات دورية يوميا في منطقة نعتقد بإمكانية حدوث زلزال فيها لنسبة تواجد عنصر الرادون المشع فيها ولاحظنا زيادة مفاجئة في تواجد هاذا العنصر في المياه الجوفية عندها نستطيع أن نضع احتمال حدوث زلزال فى هذه المنطقة.

6- لو قدر لنا معرفة وحساب هذه الضغوط (القوة على وحدة المساحة) والمدى اللازم لوصول هذه الضغوط إلى الحد اللذي لا تستطيع معه هذه الكتلة الأرضية تحملها فتنكسر متسببة في زلزال لاستطعنا إعطاء تقييم واقول تقييم مسبق لموعد حدوث الزلزال دون الجزم بذلك لأن هذه الضغوط ممكن ان تتبخر عن طريق رص الفراغات في هاذا الوسط الأرضي وبالتالي تعفينا من حدوث زلزال.

7- لو استطعنا معرفة دقيقة لحركة الصفيحة الأرضية على طول الصدوع الرئيسية في منطقة ما ولاحظنا تذبذب في مقدار هذه الحركة من منطقة الي أخرى تكون المناطق الأقل حركة مرشحة لإمكانية حدوث زلزال فيها لكن لا نعرف متى سيحدث الزلزال ولا الزمن اللازم لوصول الكتلة الأرضية الى نقطة الكسر جراء تراكم الضغوط الواقعة عليها.

بناء على ما سبق يكون التنبؤ بالزلازل شبه مستحيل وذلك لكلفته التشغيلية والإقتصادية الخيالية، لاننا ببساطة لا نستطيع تغطية كامل اليابسة على سطح الأرض بقياسات دورية على مدى 24 ساعة للمقاومة النوعية والجاذبية والمغناطيسية وسرعة انتشار الأمواج الزلزالية وحجم الضغط الواقع وما الي ذلك. الموضع ليس عبث بسطاء غير مختصين بل هو موضوع علمي وليس قرائة تنجيمية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد