التناغم الداخلي سر السعادة

mainThumb

17-10-2022 03:45 PM

ليس شرطا أن حياتنا بنكهة حياة الآخرين ، و ليس شرطا أن تتوافق الطبوع والسمات الخاصة ، فالآخرون يختلفون عنا في الأذواق والأحلام و في المواهب و الاهتمامات ، لهذا يصعب أن يتناغم الواحد منا مع الأخرين في كل الأشياء
فليس شرطا أن تكون نسخة للآخرين / و طلب ذلك من المشقة و التكلف .ببساطة ففي داخلنا أشياء كثيرة ليست على نسق الآخرين
لكن يكفي المرء سعادة أن يكون متناغما مع ذاته
يكفي يكون متميزا بجمالاته الخاصة و سجاياه .
فلا يمكن أن تكون حياة الانسان حكرا للآخرين، محبوسة عند أطماعهم، فتبخس قيمة الإنسان لما يكون غرضا و شيئا من ممتلكات الغير
فيستعمل ثم يرمى في نهاية السجال
كأي غرض انتهت صلاحيته و تلك مصيبة عظمى
تمثل حقيقة أحط مستوى الاستغلال و الاحتواء الغير مقبول
فالأصل أن يكون الانسان متجاوبا مع فطرته و مبادئه ، فيكون كما أراده الله
ينطلق في رحاب ملكه سائحا
يعي أدواره و غايات وجوده في الحياة
فيتناغم مع سنن الله و أحكامه
فيحيا دون ضغوطات تنتزع خصوصيته
أو تنتزع استقلاليته في اختياراته
فالآخرون للأسف ؛ لا يحترمون هوامش خصوصية غيرهم
لا يحترمون فروقهم الفردية
يتناس البعض أن تلك الهوامش الفارقة هي محطات إبداع
هي سمات تميز، تميز الناجحين عن غيرهم من الفاشلين، و في بحر ذاك التميز تستعر المواهب و تنفجر .
بدون ذلك التمايز يكون الانسان المكرم مجرد نسخ متشابهة، بلا روح و لا طعم .
في حين أن حياة تزهو و تثمر بالتميز عطاءات المتميزين،الذين يصنعون النجاحات ، لهم في كل سجال قصة نجاح مبهرة ، فالمتميزون بشفرتهم الخاصة يتميزون .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد