نحيا ويحيا الوطن

mainThumb

07-12-2022 11:21 AM

تحفّز صديقي "أبو القسام" وهو يجلس أمام التلفاز منتظراً بداية المباراة، عندما سمع جملة قيلت عند الترحيب بالفريقين المتنافسين في المباراة، كانت هذه الجملة كضربة لحجر "الدومينو" فاتكأ على جاره وانتقلت الحركة إلى سطر طويل من الأحجار في حركة بديعة، تحكي عن الوطن والمواطنة، وكيف أن مفهوم الوطن عندنا تشوه، وبقي الوطن عند أبناء الدول التي تسود فيها الحرية وحقوق المواطن نقياً يحتفي بالإنسان وقيمته واحترامه..

الجملة المقصودة التي تقال عند عزف النشيد الوطني لكل فريق هي.. (الرجاء الوقوف "لمن يستطيع") في أثناء عزف النشيد الوطني للفرق المشاركة.

قال أبو القسام: هذا المفهوم جديد علينا نحن العرب، وهو من المفاهيم التي دخلت علينا في مونديال قطر، وهو أحق أن يلفت أنظار الجماهير العربية إليه، أكثر من المثلية الجنسية التي طفت على السطح في بداية المونديال، وأصبحت قضيتنا الأولى والأخيرة مع أن مفهوم الوطن والمواطنة هو ما ينقصنا وفهمه هو الذي ينهض بنا..!!

ولكل ما سبق، علينا أن نعود إلى عنوان المقال الذي يشير إلى: أنه لا حياة للوطن بلا إنسان، وأن حياة المواطن مقدمة على فكرة الوطن السياسية، فإذا مات الإنسان أو ذل أو أُمتُهن فسيموت الوطن ويذل ويُمتَهن، ومن ينادي ويقول: "نموت ويحيا الوطن"، هو لا يفهم معنى الوطن، فالوطن ليس الأرض وحدها وليس نظام الحكم وليس الدولة وليس الأجهزة الأمنية ولا شخص الحاكم وحاشيته، ولا السلطة، ولا أصحاب النفوذ المالي... وإنما هو الناس الذين يشكلون كل كل هذا وتقوم عليهم كل مؤسسات الدولة، ولا يكون الحاكم حاكماً ولا المتنفذ متنفذاً إلا بهم، وتنتهي المؤسسات إن لم يوجد إنسان، وتذبل هذه كلها وتموت إن لم يكن محترماً ومقدراً..

في المونديال يتابع الشباب كل شيء وخاصة في مونديال قطر، الذي ظهرت فيه قضايا الشعوب وبالأخص الشعوب العربية، فيتأثرون ويتغيرون ويحسون بوجودهم وحقوقهم، ولكنهم لم يلتفتوا لما لفت نظر صديقي الذي وقف عند جملة: "لمن يستطيع الوقوف"، فهي في غاية الأهمية، حيث تُقرر أن الإنسان أولا، وهو مدار الأمر لأنه عمود الوطن، وبدونه لا يكون الوطنُ وطناً، فعبارات نعشق الثرى ونعبد الثرى، والتغزل بالجبال والأودية، وسماء الوطن وأنهاره، لا قيمة لها إن لم يكن الإنسان الذي يبني الوطن حراً محترماً، وإن لم يكن حراً ومقدراً فكل تلك المظاهر تصبح كجثة هامدة ترعاها الديدان الانتهازية حتى تأتي عليها وتندثر..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد