جنود الوزغة يشوهون التاريخ

mainThumb

24-01-2023 02:00 PM

ورد في أخبار القصاصين: أنَّ إبراهيمَ عليه السَّلامُ حينَ أُلقِيَ في النارِ، كان الوزغ "أبو بريص" يَنفُخُ عليه، ليزيد من اشتعال النار!!

وهذا أمر غريب أن تحاول دويبة صغيرة التأثير في أمر كبير لا ينبغي لمثلها أن تتصدى له، ولكن القصة تؤشر إلى معنى عميق يتمثل بمدى الحقد الذي يحمله الوضيع تجاه الكبير، وكمية الحسد الذي يكنه أهل الباطل للحق وأهله...

ما أشبه هذا بما يحصل للأمة العربية والإسلامية التي تتقلب في نار الاحتلال الغربي مع غياب "كيان يحفظها"، وفوق ذلك يأتي "وزغ قميء" ينفخ من حقده في النار محاولاً تفكيك الأمة العربية والإسلامية (المحفوظة بحفظ القرآن)، حتى تستمر حياته المصنوعة في غرف العناية الحثيثة الغربية ناسياً أنه "وزغ" لا تدري عنه النار، ولا من فيها وهو لن يزيد فيها ولا ينقص..

الباعث لهذا الحديث، هو ما صرح به الكاتب التونسي "محمد رجب الجندوبي" مؤخراً، بأن الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا كانت احتلالاً!. وطالب بتغيير اسم "مسجد عقبة بن نافع"، بدعوى أن عقبة تسبب في مذابح لشعوب الشمال الإفريقي.

كان من الممكن أن نُقر لهذا الكاتب بصحة كلامه لو كان الشمال الأفريقي وقبائله من البربر والأمازيغ كانوا مستقلين وقت دخول الجيوش الاسلامية وغير محتلين من الدولة البيزنطية، الحرب -لو كنت كاتباً منصفاً- كانت تدور بين المسلمين والبيزنطيين، والقبائل التي تضررت من الحرب هي التي كانت تحارب في صف البيزنطيين.. وبالمقابل هناك قبائل رحبت بالمسلمين وتحالفت معهم ليخلصوهم من حكم البيزنطيين ..

‏الدولة الإسلامية لم تهاجم قبائل آمنة في بلادها، بل كانت تحارب دولة مغتصبة، اغتصبت بلاد العرب وأذلت أهلها، وتعمل على وأد الدولة الإسلامية في جزيرة العرب منذ أول ظهور لها، و كان البيزنطيون يحتلون بلاد الشام وشمال أفريقيا، والدولة الإسلامية كانت استراتيجيتها إبعاد الخطر الذي يتهددها من الشمال والغرب، وكذلك فعلت من الشرق مع الدولة الفارسية، وهن دولتان امتهنتا الشعوب وسلبت حريتها وخيراتها، وهذا ما جعل الشعوب في بلاد الشام والعراق وشمال أفريقيا ترحب بالدولة الاسلامية، والدليل على ذلك أن الدولة الإسلامية انتشرت في مساحات شاسعة بسبب ترحيب الشعوب بها لتخلصهم من الظلم، وحدث هذا الانتشار وفي وقت قياسي..

ولكننا بدأنا نسمع أصواتاً تنتقد الفتوحات الإسلامية ولا تنتقد احتلال الدولة البيزنطية والرومانية والفارسية للبلاد العربية والإفريقية وتمتهن أهلها عن طريق "تمليك" رؤساء قبائل يعملون لصالحها، ومستفيدون من بقاء احتلالها، فأمدوها بمقاتلين دافعوا عن وجودها... وهؤلاء هم من جنوا على قبائلهم.

الذين ينسون الاحتلال البيزنطي والروماني لبلاد العرب، ويسمون التحرير الإسلامي لبلاد العرب في الشام والعراق وشمال أفريقيا احتلالاً، هم "جنود الوزغة" يزورون الحقائق التاريخية ويزرعون الفتن بين الشعوب العربية والإسلامية.. أما بالنسبة للشمال الأفريقي فهو في مجمله بلاد عمّرها العرب الفنيقيون وما زالت آثارهم بادية وعظيمة، بالرغم من التزييف الروماني والبيزنطي لتاريخهم والسيطرة على آثارهم، فكل آثار بلاد الشام وشمال أفريقيا من مدرجات وأعمدة نسبها اليونان والرومان لأنفسهم وهي إما فنيقية أو ثمودية..

هذا الجهل والصفاقة في طريقة تزوير التاريخ العربي والاسلامي لا يصدر إلا من حماقة (دولة الاحتلال) التي تعمل على كل الصعد لسلخ الشعوب المسلمة عن إسلامها وسلخ العرب عن عروبتهم وتفرقهم، ظناً منها أن حفنة قذارة يمكن أن تنجس البحر المحيط أو أن "وزغة" تستطيع اطفاء الشمس إن هي نفخت في الهواء.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد