إلى أبناء الاحتلال

mainThumb

29-01-2023 01:13 PM

لن أخاطبكم بالخطاب الديني، فكما تؤمنون بأن أرض فلسطين هي وعد الرب لكم، فإننا نؤمن بأنها أرض نهايتكم، وهي عائدة لا محالة أرضا إسلامية حسب وعد الرب لنا.

ولكن سأخاطبكم بلغة المنطق والتاريخ وعلم الاجتماع المبني على حقائق علمية سطرتها التجربة الإنسانية عبر الزمان:

أولا: لا بقاء لحال مهما طال الزمان، فالزمان متقلب من حال إلى حال، من علو إلى انخفاض، ومن سعة إلى ضيق.

ثانيا: لا بقاء لمحتل مهمل طال الزمن، وخصوصا إذا كان المحتل غير قادر على الانخراط والذوبان في محيطه، وإقصائي لا يقبل بالآخر ولا يستوعبه، وبدأ احتلاله بالقتل والمجازر والتنكيل والتهجير، وما يزال مستمرا بنفس النهج عبر مسيرة احتلاله، فكل هذا سيعجل من زواله.

ثالثا: بالقدر الذي تسيطر فيه الآلة الصهيونية من مال وإعلام ومنظمات علنية وسرية على العالم، وبالقدر الذي تتلقى فيه الدعم من كل قوى الاستعمار والاستكبار في الأرض، فإذا نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى نراه مقلوبا تماما، فأنتم وقود حرب، وأدوات سياسة عالمية في المنطقة، تتلقون الضربات كما يقول المثل الشامي: في بوز المدفع، وستتلقون الضربة الكبرى فيما بعد لوحدكم.

رابعا: إن كل وسائل التطبيع من قبل الحكام العرب، والحماية الآنية التي يوفرها ذلك لكم، إنما هي كما الجدار الذي يخفي خلفه الطوفان، سيأتي الوقت الذي لن يستطيع الوقوف في وجه جريانه واكتساحه، لينهار في لحظة ويدمركم اكتساحه.

خامسا: لا يغرنكم خطب رجال الدين، عن وعود من الرب، ومجيء المخلص، لتكونوا وقود أحلامهم، فهم أول كافر بكل تلك الوعود عندما يبدأ المنحنى الطبيعي للممالك والامبراطوريات بالانحدار السريع بعد الوصول إلى القمة.

سادسا: إياكم ثم إياكم من تصديق رجال السياسة، فهم أكذب بني البشر، من أجل مصالحهم الخاصة يضعون يدهم بيد الشيطان، يقلبون الحقائق، ويزورون الواقع، وعند أول تهديد لمصالحهم تجدهم أول الهاربين، وترك كل المخدوعين بهم لمواجهة الواقع.

سابعا: وهناك التجار، أصحاب المال، المستفيدين من واقع الحروب والهدنات، وأرجوحة المواجهة والسلام، عصابات لا تعرف وطنا ولا إنسانية، إلهها المال، يبيعون الغالي والرخيص في سبيل مصالحهم.

ثامنا: وبالتالي فإنكم كشعب مغيبين، تحت تأثير تنويم مغناطيسي كما هي أغلب شعوب العالم، بين سندان دول الاستعمار ورجال الدين والسياسيين والتجار، ومطرقة أصحاب الأرض التي أخذت تتصلب وتزداد قوة يوما بعد يوم، وطوفان المنطقة الضاغط باتجاهكم.

تاسعا: حماية لأنفسكم، ولمستقبل أبنائكم وأحفادكم، ولكي لا تكونوا أدوات ووقود الحرب القائمة والمستمرة والتي سوف تستعر يوما بعد يوم، وستكونون ضحيتها، فهل لكم أن تقلبوا السحر على الساحر؟

عاشرا: أعلم أن رسالتي لن تصلكم، وإن وصلت لن تغير من الواقع شيئا، فسحر الساحر أقوى من كل الرسائل والحقائق، عزائي لكم من شعب مغيب كما هي معظم شعوب الأرض.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد