إذا اردت ان تعرف ماذا يدور حولك فاسأل من كان به خبيرا

mainThumb

05-02-2023 09:56 AM

تعلمت في سبعينات القرن الماضي من السيد حسني البورزان الذي كان يمثل في مسلسل تلفزيوني يتزعمة الممثل المعروف غوارالطوشه،جملة كانت في حينها مضحكة،الا انه قد ثبت مع الايام مدى عمقها وقدرتها على تحليل الواقع السياسي في العالم،وإنها تصلح للتعلم السياسي في كل زمان وكل مكان.
تقول تلك الجملة (إذا اردت ان تعرف ماذا في ايطاليا فاعرف ماذا في البرازيل).
أرسل لي أحد الاصدقاء مقالا بعنوان انها المانيا وليست اكرانيا فاذهلني العنوان، وقبل ان اقراه بتمعن قررت ان اعرف من كتب المقال اصلا، ومن نقل الينا ما فيه من معلومات،فوجدت انه الدكتور مايكل هدسون عالم الاقتصاد الأمريكي، ويعمل استاذاقتصاد في جامعة ميزوري الامريكية، وان تاريخ الرجل وعلمه وعمله موثوق بها،إذافهو من وجهة نظري يعرف ما الذي يجري ومن الجائز تصديقه.
والذي دعاني لقراءة مقاله مرات ومرات اسباب عدة منها على سبيل المثال ان حبايبنا في بلاد العربيقولون بان الحرب الدائرة الان انها حرب روسيا (على)اكرانيا،بينما ان ما يعتقده ان واقع الامريقول بانها حرب (بين) روسيا واكرانيا وليست حرب روسيا على اكرانيا وكنت دائما اقول في نفسي لماذا يصر البعض على وصف الحرب بمصطلح على اكرانيا وليس بين روسيا واكرانيا؟
فلان اكرانيا بلد تقع على الحدود الشرقية لأوروبا وهي مجاورة لروسيا تماما فان العامة مثلي ستتوقع انهم لو استعملوا مصطلح (بين) لفهم الناس انها اختلاف بين بلدين عظيمين، أي ان اكرانيا دولةمستقلة وتستطيع ان تقابل روسيا قوة لقوة او كما يقولون واحد لواحد عندما ينشأ بينهما خلاف، وبالتالي فان من حقها ان قالت أي شيء ان فيسمع الاخرين لها كأن تتحدث عن ملكية الأراضي في فلسطين مثلا فهي من وجهة نظرها مثل روسيا، دولة قويه ولها نفس الصفات والمميزات والقدرات حتى وان كان حاكمها مجرد ممثل مسرحي، وبهذا تكون مثلا للديمقراطية الحقيقية فينقل الناس عنها أشياء كثيرة، ويشترون منتجاتها في كل بلاد العالم خصوصا في بلاد العرب التي تملك كثيرا من المال فلا يهمها ما تصرفه وأين تصرفه ولماذا..
الا ان الايام اثبتت غير ذلك لان الذي يحارب في اكرانيا هي القوة الامريكية والمعدات الامريكية وحتى الاعلام الامريكي وكل الاتباع في العالم وكأنها حرب بين روسيا القوية وامريكا القوية وان اكرانيا مجرد جسر تمر روسيا من فوقه لتحارب أمريكا او العكس.. وأين يمر ذلك الجسر.. في أوروبا!
يا الله كم كان علينا ان نفهم الجملة التي تقول إذا اردت ان تعرف ماذا في ايطاليا فاعرف ماذا في البرازيل.
لذلك رغبت اناوضح رأي آخرحول هذهالحرب الدائرة الان على ارض اكرانيا فانقل أجزاء من النص الذي كتبة الدكتور مايكل هدسون واكد فيه وجهة نظر مختلفة،من خلال ما اتفق به مع رأي ووجة نظر الكاتب السياسي مايك ويتني والذي يقول فيه انها حرب من طرف ثالث على المانيا وروسيا وليست حرب على اكرانيا، وقد تلخصت وجهة نظرالسيد مايك والدكتور مايكل فيمايلي:
لا علاقة للأزمة الأوكرانية بأوكرانيا. الأمر يتعلق بألمانيا، وعلى وجه الخصوص، بخط أنبوب الغاز الذي يربط ألمانيا بروسيا: "نورد ستريم- 2". والشيء الوحيد المؤكد في هذه الفترة هو أن كل ما تقرره برلين سيؤثر كثيرا في مجرى الاحداث حول العالم كيف؟
ما قالهالسيد مايك بالنص في التقريرالذي تحدث فيه عن أصل المشكلة التي كانت وراء الحرب ولفت نظري اليه:
(المصلحة الأساسية للولايات المتحدة، والتي من أجلها خضنا حروباً على مدى قرون؛ بما في ذلك في الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الباردة؛ كانت موضوع العلاقة بين ألمانيا وروسيا، لأن اتحاد البلدين معاً يشكل القوة الوحيدة التي يمكن أن تهددنا. ويجب العمل على ألا يحصل ذلك).
وهذا تأكيد لما قاله جورج فريدمان الرئيس التنفيذي لشركة “ستراتفور”، أمام مجلس شيكاغو للشؤون الخارجية.
ومن هنا يمكننا أن نفهم لماذا وكيف أن واشنطن تعتبر خط الأنابيب “نورد ستريم- 2” هذا تهديداً لمصالحها وأولوياتها في أوروبا. وهي لم تهمل مناسبة إلا وحاولت فيها عرقلة سير المشروع. ومع ذلك استمر “نورد ستريم-2″وبات جاهزاً للإنطلاق. وبمجرد أن يقدم الألمان المصادقة النهائية، ستبدأ عمليات توصيل إمدادات الغاز الروسي إلى كل أوروبا، وسيكون للمنازل والشركات في ألمانيا مصدر موثوق للطاقة النظيفة وغير المُكلفة، بينما ستشهد روسيا زيادة كبيرة في عائدات الغاز. إنه وضعٌ مربحٌ للطرفين. ليس مجرد خط أنابيب بالطبع، إدارة السياسة الخارجية الأميركية ليست سعيدة بهذه التطورات.
إنهم لا يريدون أن تصبح ألمانيا أكثر اعتماداً على الغاز الروسي، لأن التجارة تبني الثقة، والثقة تؤدي إلى توسيع الأعمال التجارية وغير التجارية. وكلما ازداد دفء العلاقات، يتم رفع المزيد من الحواجز التجارية بين البلدين، ومعها يتم تخفيف اللوائح والشروط، وينتعش قطاعا السفر والسياحة، وتنشأ بنية أمنية جديدة بين البلدين.
عندما تكون ألمانيا وروسيا دولتين صديقتين وشريكين تجاريين، ليست هناك حاجة لقواعد عسكرية أميركية، ولا حاجة لأنظمة صواريخ وأسلحة أميركية باهظة الثمن، ولا حتى لوجود حلف شمال الأطلسي).
انا اخيرا اقول بأنني سمعت قولا منسوبا لبوتين واعتقد انه له علاقة قوية فيما سبق انه قال عندما سألوه ماذا ستحقق من هذه الحرب قال: سننهي موضوع القطب الواحد المسيطر هذه الايام..
اقول قولي هذا واستغفر الله ان اخطأت في التفكير والنقل ....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد